صالح التيزاوي
بالتوازي مع عدوان الإبادة على غزة المحاصرة، تدور رحي حرب إعلامية، يديرها الكيان وداعموه لتضليل الرأي العام العالمي، ومنع تعاطفه مع الفلسطينيين. ومن تلك المغالطات:
1. يسوّقون في إعلامهم
بأنّ ما يحدث في غزّة، هي حرب بين الكيان وبين الفلسطينيين عموما والمقاومة خصوصا. فهل الآمر كذلك؟ من المتعارف عليه، أنّ الحرب تكون بين جيوش نظاميّة، أمّا في واقع الحال، فهناك دولة احتلال مدجّجة بكل أواع أسلحة الدّمار، تتفوّق بها حتّى على جيوش دول الجوار. بينما المقاومة، فصيل وليست دولة، وليس لها من المعدّات الحربيّة ولا من الدّعم ما يتوفّر لدولة الإحتلال.
2. تلاعب الإعلام المضلّل بمسألة “الدّفاع عن النّفس”
فهل للإحتلال حقّ؟ وهل الإبادة الجماعيّة حقّ؟ إنّه لأمر غريب
أن يسحبوا الحقّ من المظلوم ويعطوه للمعتدي. كلّ شرائع الأرض والسّماء تعطي الشّعوب المحتلّة حقّ مقاومة الإحتلال وحقّ تقرير مصيرها ولا تعطي الظّالم حقّ إبادة من يحتلّهم.
3. مسألة “الأسرى والمختطفين”
تلاعب بها الإعلام الصّهيوني وداعموه بمنتهى الوقاحة والإستخفاف بعقول البشر. إذ برّر إعلامهم الحرب بتحرير
الأسرى والمختطفين، حتّى الهدنة جعلوها من أجلهم، ولكن ماذا عن الأسرى الفلسطينيين، القابعين في سجون الإحتلال منذ عشرات الّسنين، ومنهم من قضى نحبه في السّجون ولم يأت على ذكرهم احد، ولم يطالب احد من المتورّطين في جريمة العدوان بتحريرهم. أليسوا بشرا مثل غيرهم، يستحقّون حياة حرّة على أرضهم؟
4. اختلال المعايير
قبل العدوان الأخير على غزّة، كانت بيّنة ازدواجيّة المعايير في التّعامل مع القضيّة الفلسطينيّة، أمّا اليوم وبعد تلك المجازر المروّعة، تحت أنظار “العالم الحر” وبدعم منه (مع الإقرار بوجود استثناءات)، فيمكن الحديث عن اختلال في المعايير إلى حدّ السّقوط الأخلاقي والإنساني، لقد بات واضحا أنّ قيمة الحياة ليست متساوية بين كلّ البشر في عمقهم الثّقافي.