زهير إسماعيل
الضفة الغربية على الخط
الأمل بأنّ العدو لن ينجو هذه المرة عليه أكثر من مؤشّر. فبعد شهر من القصف الإجرامي لم يحقق الاحتلال شيئا من الأهداف التي رسمها. وتصاعُد إجرامه بمشاركة الولايات المتحدة عنوان ضعف وارتباك يحاول تغطيته بقتل المدنيين من أهل غزة وهدم مدينتهم بكل أنواع السلاح المحرم وخارج كل قوانين الحرب، إذا كان للحرب قانون.
أشار المفكر منير شفيق إلى وجود حربين: حرب الميدان وحرب الطيران والقصف. في حرب الميدان انتصار للمقاومة حاسم.
بدأت معركة الميدان مع صعقة 7 أكتوبر انكسر فيها جيش العدو وفقد توازنه، وتتواصل اليوم تداعياتها الخطيرة مع المعركة البرية على وقع صمود بطولي للمقاومة وخسائر كبيرة في آليات العدو وفِرَقِه يتكتم عليها إعلامه.
حرب الميدان تتحمل أعباءها المقاومة وأنصارها عربيا وإسلاميًا باقتدار. ولا تطلب مساندة العالم ولا التدخل فيها،
وستنتهي بكسر العدو ودحره.
المعركة الثانية هي معركة سلاح الطيران، يقابلها سلاح الصواريخ عند المقاومة، ووظيفته الأساسية ردعية في غياب سلاح مضاد للطيران.
من ناحية أخرى هذه حرب سلاح الجو وهي حرب من جهة واحدة تقليدية يتمادى فيها العدو جبنًا وهربا من معركة الميدان وتجنبا لمواجهة تفرض فيها المقاومة عليه أسلوبها (مساحتها وأدواتها).
حرب سلاح الطيران التي تحولت إلى حرب إبادة ومجازر رهيبة على مدار الساعة هدفها المدنيون (قتل وتهجير).
يجب العمل على إيقافها وأن يُستنجد في ذلك بالعالم وبأحراره ومنظماته ودوله بسبب تحولها إلى جرائم ومجازر مرعبة في حق أطفال غزة وأهلها تُخرق فيها كل القيم وكل المواثيق وتُهدَّد بموجبها السلم الإقليمي والعالمي.
هناك عامل آخر مهم جدّا بدأ يطل بقوة ليصبح جزءا من المعركة وحلقة من حلقات الطوفان هو وضع الضفة الغربية. فالمواجهات تتوسع أفقيّا باتجاه جماعة عباس العميلة، وعموديا بتحول نوعي في المواجهة، فنقل نموذج غزة في المقاومة يتجسد تدريجيا في المظاهرات الشبابية الحاشدة ومواكب دفن الشهداء المحمية بمسلحين أشداء من شباب المقاومة.
وتمثل مدينة جنين وكتيبتها خطوة متقدمة في المواجهة. وهي تخوض هذه الأيام معارك ضارية مع جيش العدو واقتحامهً المتكرر للمدينة.
كذلك صار لطولكرم كتيبتها التي تحمل اسم “كتيبة طول كرم”. ودخلت بقوة إلى المعركة.
على أهمية الدعم الذي تلقاه مقاومة غزة من إسناد في الجبهة الشمالية (جنوب لبنان) ومما يُعرف بمحور المقاومة فإنّ تملك ذاتيا شروط انتصارها. ففكرة “وحدة الساحات” (غزة، الضفة، 48) بصدد الالتباس الميداني السريع. ويرتقب فيها تحولين مهمين: ظهور “كتائب الضفة” عنوانا عسكريا ميدانيا، تفكك سلطة رام الله وانضمام قسم كبير من الأمن الوقائي إلى كتائب المقاومة. الصحافة الإسرائيلية تتحدث عن هذا السيناريو وهو ما يؤكد أنه هاجس نتنياهو وجيشه.