الأمين البوعزيزي
أعتقد أن شجاعة الموقف هي مواجهة قيس سعيّد كونه شعبوي انقلابي تمسكن حتى تمكن، وانقلب على ديمقراطية أخرجته من العدم ليكون رئيسا.
أما اشتقاق خطابه ومحاربته به فلا يليق بمن يروم انتصار الديمقراطية على الانقلاب والشعبوية!
قيس سعيد ليس مطبعا كما يتهمه البعض ولا هو أبو عبيدة كما يريده البعض الآخر.
قيس سعيد سياسيا محدود جدا، أسير مقاربة قانونجية لم يُجد غيرها طيلة “كارياره” (مساره المهني)، لذلك نجده يستنجد بها في كل مواقفه.
ركب موجة الثورجية على كِبر، في عشرية أمّنت رخاء الثرثرة لأشد الناس خوفا زمن كان للكلمة الحرة ثمنها الباهظ. عبارة التطبيع خيانة استعملها في سياق انتخابي في مشهد سياسي سمته المزايدة على بعضه البعض (قالها ذات مناظرة تلفزية مع منافسه القروي المتهم ساعتها بوقوف الصهاينة وراءه؛ ندد القروي بدوره حينها بالتطبيع وأنكره).
قيس سعيد البارحة تحرش كعادته بالدستور (الذي مكنه من أن يصبح رئيسا وأقسم على الالتزام به) واتهمه بالتفريط أو التقصير في نصرة الحق الفلسطيني وغمز كون برنار هنري ليفي ساهم في صياغته (دعاية قومج البوط ووطد الأجهزة) متناسيا أن العكس هو الصحيح، فدستوره الذي خطه بيده وفصّله على مقاسه هو الذي اعترف بشرعية الكيان الصهيوني😏
إليكم/ـن ما ورد بتوطئة دستور 2014 الذي ساهم كل التونسيين (في تعددهم وتنوع مرجعباتهم) في صياغته:
“… انتصارا للمظلومين في كلّ مكان، ولحقّ الشعوب في تقرير مصيرها، ولحركات التحرر العادلة وفي مقدمتها حركة التحرّر الفلسطيني، ومناهضة لكلّ أشكال الاحتلال والعنصرية”.
وإليكم ما ورد بتوطئة “دستور الانقلاب”
“نتمسك بالشرعية الدولية وننتصر للحقوق المشروعة للشعوب التي من حقّها، وفق هذه الشرعية، أن تقرر مصيرها بنفسها وأولها حق الشعب الفلسطيني في أرضه السليبة وإقامة دولته عليها بعد تحريرها وعاصمتها القدس الشريف”.
التوطئة الأولى وردت عامة ولم يورط أصحابها أنفسهم لا في التطبيع ولا في تجريمه. أما التوطئة الثانية فاتكأت على الشرعية الدولية التي تعني الاعتراف بالكيان الصهيوني فيما يعرف بقرار التقسيم 242.
وهذا مرده ما قلناه أعلاه كون الرجل محدود سياسيا وأسير نصوص قانونجية لم يُجد غيرها طيلة “كارياره” وكونه طارئ على الثورة والمقاومة وسقوفها العالية.
أما أن يزايد عليه قوادو الانقلاب في مسألة دسترة تجريم التطبيع فالرجل تصرف لأول مرة باعتباره يحكم دولة لا باعتباره عفاط متسكع مثلهم فضلا عن كونها مفلسة غارقة في الديون تعيش على المساعدات من مؤسسات عولمية تحمي الصهيونية بل قل أسستها ورعتها ومولتها. وكون هذه الدسترة لن تنفع المقاومة بل ستخنق تونس فقط في جغرافيا سياسية منخرمة تماما.
ولو كان هؤلاء الانقلابيون صادقين مع أنفسهم لاعتبروا موقف الدولة التونسية اليوم في قمة الانتصار لفلسطين ولا فائدة في المزايدات على سيدهم، لو كانوا صادقين حقا لأدركوا أن الشرط الغائب في تخفيف الضغط على تونس (دولة وشعبا) أنه موقف شعبوي يدغدغ عواطف الجموع لكنه لن يُتعامل معه دوليا بالاحترام لأنه موقف سلطوي لا سند سياسي له (من لا يعرف كون الدستور الشرعي تم دوسه وتحطيم كل مؤسساته وكون المجتمع تم ترويعه وشل كل منصاته الحزبية والجمعياتية) مما يجعل من الجغجغة المساندة لفلسطين مجرد أيديولوجيا سلطوية لتخوين المشهد السياسي والمدني الرافض للاستثناء ومراسيم الترويع.
عوضا عن الترديد الغبي لعبارة “أين العرب” التي ظلت ترفع في الشوارع طوال عقود اغتصاب فلسطين، ألم يحن أوان الوعي كون النظام الرسمي العربي لن ينجد #فلسطين لأنه نشأ أصلا متزامنا مع نشأة الكيان الصـ.ـهـ.ـيوني مترافقان وظيفيان خدمة لمصالح استعمارية وإعاقة حق تقرير المصير العربي أسوة بأمم الأرض؟!🤔
⛔ المسيرات المكتفية باستنهاض النظام الرسمي العربي ليغضب لفلسـ🇵🇸ـطين، هي مجرد لطميات حمقاء يستفيد منها هذا النظام الرسمي العربي لتنفيس الاحتقان الداخلي وتصريفه بعيدا عن إدانة جرائمة: سياسات التجويع والترويع والتبعية والتطبيع.
⛔ كل مسيرة شعبية لا تقرن في شعاراتها بين معركتي المواطنة (إدانة الاستبداد المحلي) والمقـ.ـاومة (إدانة الصهيونية)، هي مجرد لطميات لا تنصر المـ.ـقاومة هناك بل تخذل المواطنة وتؤبد وضع الرعية هنا.
👈🏽 إسقاط النظام الرسمي العربي رصاص في بنادق المقاومة.
#مواطنة_مقاومة🇵🇸✌🏽🇹🇳
👈🏽التخوين وتهمة التطبيع بضاعة الانقلاب فكيف يتخذها أنصار الديمقراطية عدة لمقاومته!!!!
👈🏽 لا تقرنوا القضايا النبيلة بأساليب فاشية.
#المواطنةحضنالمقاومة.
#المقاومةبوصلةلمواطنة
#يسقط_الانقلاب مهما تدثّر بالكلمات الكبيرة محوّلا إياها إلى كبائر.
✍🏽#الأمين
(هذا الحساب محاصر تماما من قبل رقيب الفاسيبوك العرباني).
