حرب إعلام عسكري ضارية
زهير إسماعيل
حرب إعلامية نفسية ضارية الاحتلالُ فيها في موقف الدفاع أمام فعل المقاومة الميداني والإعلامي:
أمس، بعد وقت قليل من بث القسام فيديو الأسيرات الثلاث ينشر المتحدث باسم جيش الاحتلال خبرا عاجلا بتحرير مجندة من أسرى المقاومة، للتخفيف من أثر الفيديو الشديد في أكثر من اتجاه.
واليوم، بعد ظهور الملثم بربع ساعة وما قدّمه من تدقيقات وإحصاءات (تدمير 22 دبابة) حول المواجهة وأطوارها وجهوزية المقاومة والسلاح الجديد الذي دفعت به في المعركة، ينشر المتحدّث باسم جيش العدو خبرا عن سيطرته على معقل عسكري لحماس وقتل حوالي 50 مقاتلا!! عززوه بخبر آخر بقتل قيادي من القسام، وإن تراجعوا عنه بعد لحظات لنفس الوظيفة. وهو تعقّب كل “خبر” لفائدة المقاومة وحاضنتها وأنصارها وصدّ أثره بخبر مضادّ…
بلا شك هذه حرب تَقتُل فيها المقاومة وتَقتُل. ولكن الأمل بكسر العدو كبير.
ويمثل العمل على إيقاف القصف والمجازر الرهيبة أولوية عند المقاومة وهدفا في الآن نفسه، ففي تحقيقه حماية لشعب المقاومة وجيل النصر القادم وانكسار العدو الثاني بعد انكسار 7 أكتوبر.
تقدير العدو يكشف عنه تصريحان:
تصريح لنتنياهو يوم أمس قال فيه: إن “وقف إطلاق النار” يعني الاستسلام لحماس.
وقبل قليل قال بلينكن الذي ووجه من قبل حقوقيات وحقوقيين: لا “وقف لإطلاق” النار حاليا.
العدو وشركاؤه يدركون معنى إيقاف القصف والمجازر وما يمثله من هزيمة قد تتحول إلى انهيار. وما يمثله للمقاومة من انتصار رغم الثمن المفزع.
ولذلك يبذلون كل الجهد لمنع وقف الحرب والقتل ويمعنون في خرق كل القوانين وكل المواثيق وتجاهل مواقف المنظمات الدولية والحقوقية والضغط عليها وهي التي لم تعد قادرة على السكوت عن المجازر الرهيبة وآخرها مجزرة مخيم جباليا اليوم.
اللهم شدّ على أفئدة أهل غزة “المدينة المقاتلة” والشهيدة.