“لقد أنصف أبو عبيدة العرب”
فوزي غيلوفي
في كلمته الأخيرة لم يطلب أبو عبيدة من العرب المشاركة في الحرب “لا سمح الله”.. بل طالبهم فقط بالماء والدواء..!!!
وهي قديما كانت مهمة موكولة للنساء اللواتي يرافقن الجيش في الحروب ويبقين خلف الصفوف ليهتممن بالعائدين من الصفوف الأمامية إما للتزود بالماء أو لمعالجة جرح خفيف.
لان أصحاب الجروح البليغة عرفا يفضلون قضاء أخر أنفاسهم في مواجهة العدو فلا فائدة من العودة..
وعادة ما تختار النساء ربوة في مأمن من رحى الحرب يجلسن عليها وينتظرن… ونظرا لاهتمام العرب بالمكارم منذ ما قبل الإسلام فان الإقدام في الحروب عد من مكارم الرجل ومفاخر القبيلة.. وذمت العرب الجبن والقعود عن النصرة.. وقد اعتبر العربي قديما أن الرجل لا تكتمل مكارمه إلا اذا كان غير متخاذل عن نصرة أهله…
لذلك يقول الحطيئة هاجيا الزبرقان:
دعِ المكارمَ لا ترحلْ لبُغيتها • واقعدْ فإنك أنت الطاعمُ الكاسي
وقد استعار أبو عبيدة هذا المعجم العربي القديم… ليوجه رصاصة الرحمة لجبن العرب وخنوعهم… ويشبه قعودهم بقعود النساء ويمنحهم ما كانت تضطلع به النساء في الحروب.
لقد سلح أبو عبيدة على العرب
“لم يهجُه ولكن سلح عليه” (أي تغوّط ، كناية عن شدة الهجاء)