المحسوبين على مهنة الصحافة في تونس
كمال الشارني
أعرف عددا كبيرا من المحسوبين على مهنة الصحافة في تونس ركبوا على عدالة القتال غير العادل في غزة حيث ينظرون إلى آلاف الجثث الممزقة بصفتها مادة للظهور، لكنهم يعانون من غصة عميقة، لأن عندهم مشكلة تاريخية مزمنة: ما يحدث شيء هو قتال بطولي تاريخي يمكن التغني به عن بعد لولا أن من يقاتل هو الإسلام السياسي في غياب تام لمن ملأوا الفضاء بالشعارات السياسية الجوفاء وبتغطية من قناة الجزيرة التي تقدم ضحايا من فريقها الصحفي لأجل كتابة التاريخ اليومي ولكي لا تمر هذه الحرب في صمت، هذا في ظل ما ترونه من إعلام إبراهيم عيسى ومن مثله وهم يكادون يكونون أغلبية في الإعلام العربي، غصتهم هي جزء من غصة العدو.
إن الله سوف يعاقب أحدا ما على هذه الجريمة البشعة في غزة، وأخشى أن نكون نحن العرب، وأن يرسل قوما آخرين يعيدون ترتيب هذه الفوضى وكل هذا الذل في عالمنا وينتقم للأطفال “أحباب الله”، في هذه اللحظة، أتذكر كل عربي مدح طاغية وسهل له إذلال الناس، كل حاكم سجن الناس ظلما وضربهم في كرامتهم وجعلهم قطيعا يخشى على كرامته وحياته وسلامته الجسدية.
خيال في خيال : تصوروا لحظة أن النظام المصري يدعو المنظمات الإنسانية المصرية والعربية من هلال وصليب أحمر ومن يتطوع من بقية الدول في قافلة إنسانية تتكون من أطباء وممرضين وأدوية وأغذية تحت تغطية إعلامية مكثفة ونقل مباشر تتقدم نحو رفح في إطار واجب الإغاثة والقانون الدولي، تعلن إسرائيل أنها ستقصف القافلة فتعلن مصر أنها سوف تحميها في إطار القانون الدولي وأنها سترد على أي اعتداء عليها، “تضرب نضرب وأنت البادئ”، هل تجرؤ إسرائيل على قصف قافلة إنسانية متكونة من أطباء وممرضين؟ هل تجرؤ على الدخول في مواجهة مع الجيش المصري بسبب إغاثة إنسانية؟