نور الدين الغيلوفي
كنّا ننتقد الأطراف التي ترى في قضية فلسطين حكرا عليها كأنّها ورثتها عن زعمائها ولها فيها “باتيندا”.
ولا نريد أن يراها الإسلاميون، الآن، حكرا عليهم باعتبار ما تفعله حركة حماس من بطولات تلوي عنق العالم إليها.
لا مشكلة مع هؤلاء الورثة الأدعياء غير أنّهم غير ديمقراطيين، ولأنّ زعيمهم التاريخيّ عجز عن إلقاء إسرائيل في البحر، رغم كثير جعجعته، فقد عملوا هم جاهدين، من بعده، على إلقاء الإسلاميين في السجون فاشتغلوا وشاةً مع بن علي وهم الآن يحاولون الأمر نفسه مع المنقلب.. ينكّلون بخوانجية الداخل ويصطفّون خلف خوانجية المقاومة.. في نشاز فاضح.
القول إنّ من لم يكن ديمقراطيّا يؤمن بالحرية وبالتداول السلميّ على السلطة بعيدا عن المؤامرات والمكائد، من لم يكن ديمقراطيا في بلده لن يكون مفيدا في أمّته ولن يعمل على تحرير أرض مغتصَبة من محتلّ غاشم.
القيم لا تتجزّأ والحرية شقيقة التحرير. ومشكلتي مع هؤلاء أنّهم يكذبون مثلما كذبت الأنظمة التي ادّعت حمل القضية ووعدت بتحرير الأرض فأضاعت المزيد منها.. يكذبون ويستعملون من القضيّة لافتة يختفون وراءها.. وليس لهم منها أكثرُ من الكوفية الفلسطينيّة يتحلّون بها عند التظاهر.. ليظهروا في مظهر المقاومة.