محمد ضيف الله
أهم ما كان قد قاله بايدن وكرره: “إذا لم تكن إسرائيل موجودة كان علينا إيجادها”. هذا يذكرنا بدور أمريكا في إنشاء الدولة العبرية، ولكن يدل أيضا على أنها جزء من الإستراتيجيا الأمريكية في المنطقة، وأن أمريكا نفسها في قبضة الصهيونية العالمية.
الأهم كذلك أن ما قاله بايدن يعكس الرجة التي أحدثتها عملية طوفان الأقصى إذ زرعت في الصهاينة استحالة استقرارهم في المنطقة، رغم مرور خمسة وسبعين عاما على إنشاء دولتهم، وها هي اليوم تظهر قابلة للزوال وهم مدعوون بالتالي للعودة من حيث أتوا، إلى أرض الشتات. انتهت عند الكثيرين منهم فكرة أرض الميعاد التي عاشت معهم ألفي عام. وها هو بايدن يحاول أن يطمئنهم، ولكن ما زرع في الداخل عميق.
فيما يتعلق بالحكام، لا ننتظر من الحكام غير العرب أن تكون مواقفهم أكثر تعبيرا عن المساندة للشعب الفلسطيني من الحكام العرب. إذا لم يكن السيسي مثلا يسمح بالتظاهر حتى، ومثله محمد بن سلمان، والدليل عدم خروج مظاهرات في مصر أو السعودية، فلا ننتظر من خامنائي أو أردوغان، أن يأمرا جيشيهما بالخروج نصرة لغزة. نطلب المستحيل. لكن نسجل ذلك للتاريخ، حتى لا يعود أحد لمغالطتنا بالخطب الرنانة، الجميع يحسنون اتخاذ المواقف الرائعة وقت الرخاء.
إلى حد الآن لا فرق في الموقف بين محور المومانعة والمحور المقابل. خطاب الرئيسي الإيراني يؤكد هذا. فهو لا يريد أن يخسر شيئا، وما يقوم به حزبه في لبنان، مجرد تهويشات. لعلها تنطلي على البعض. وأما جيش القدس الإيراني فلا يختلف عن الجيوش العربية، كلهم ينتظرون الأوسمة تحضيرا لتقاعد مريح. تقولون مقاومة؟