بيان للناس

الأمين البوعزيزي

السعيد/اء بالدوس على حقوق التونسيين و”الانحياز” لحقوق الفلسطينيين، ما وراء الأكمة؟
سال حبر كثير خلال الأيام الأخيرة تفاعلا مع ملحمة كسر أسطورة “الجندي الصهيوني الذي لا يقهر” التي سطرها أبطال المقاومة الشعبية /حرب الشعب الوطنية المسلحة بأصلب تعبئة روحية جبارة.

مر أمامي هذيان قومجي معادي للثورات الديمقراطية المحاصرة “7 أكتوبر 2023 هو الربيع العربي الحقيقي”، كذا يهرفون غمزا ولمزا في شرف معارك المواطنة، وفات هؤلاء السفلة أن المواطنة هي الحضن الحقيقي الداعم للمقاومة دون مَنّ أو توظيف، وفاتهم أن دمقرطة الوطن العربي هو مطلب المقاومة في فلسطين منذ عقود… منذ أيام الحكيم جـورج حـبش ساعة سأله الشباب العربي المشتبك في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن ما المطلوب منا؟ فكان جواب الحكيم عودوا إلى أوطانكم لتحريرها من الاستبداد وسيكون ذلك أكبر دعم واحتضان للمقاومة، وهو نفسه ما قاله محامي المقاومة الفلسطينية عصمت سيف الدولة الذي ظل طوال عمره يحذر المقاومة من مأزق الارتباط بالنظم العربية محرضا إياها على ربط مصيرها بثورات الشعوب ضد نظم الاستبداد والاستغلال، وهو نفسه ما قاله المجـاهد هنية ساعة زار تونس وسيدي بوزيد سنة 2012 مخاطبا التونسيين: دمقرطة بلادكم هو أكبر دعم للمقاومة في فلسطين فشدوا عليها بالنواجذ.

الأمر الثاني الذي لفت انتباهي هو تهليل وترويج كثير ممن هم يخوضون معركة مقاومة الانقلاب (دفاعا عن الديمقراطية باعتبار المواطنة جوهر الثورة التونسية)، للبيان الذي صدر عن سلطات الانقلاب “المنحاز للحق الفلسطيني”؛ وهنا نطرح السؤال، هل أن قدر إسناد المقاومة في فلسطين أن يكون مهرها دوس حقوق الشعوب في الديمقراطية والمواطنة؟!!!

هل أن النظم العربية التي انقضّت على السلطة تحت شعار تحرير فلسطين، حررتها أم أضاعتها وأضاعت شعوبها وأوطانها؟!

هل المطلوب إعادة حقوق التونسيين المسلوبة (حق التنظم والتظاهر والانتخاب ومراقبة السلطة ونقدها) باعتبارها الدعم الحقيقي للمقاومة أم تكميم أفواههم وتخوينهم وتحميل الدولة التونسية ما لا تقدر عليه؟!

هل المطلوب من النظام الرسمي العربي المكبل بالقيود الدولية تحـرير فلسطين أم رفع يده عن شعوبه لاحتضان المقاومة باعتبارها الأسلوب الأمثل للتحرير ومواجهة قيود ما يسمى القانون الدولي؟

لماذا يصر طابور ملالي طهران وعصابة الشبيحة في تونس على المطالبة بالزج بالدولة التونسية في ما يتهرب منه أسيادهم في دولهم والاكتفاء بتوظيف المقاومة لتنوبهم، أنظروا مثلا صنيع المستوطنة الفارسية في لبنان كيف اكتفت بالمناوشة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة دون التجرؤ على قصف المستوطنات الصهيونية في فلسطـين؟!

لنسأل التاريخ عن مآلات مسارات تجارب احتكار الوطنية واحتكار نـصرة المقاومة، هل كانت تحريرا أم تطبيعا وضياعا؟!

لئن أثبت شعب تونس وسائر الشعوب العربية وفاء دائما منتصرا للحق الفلسطيني فإن ذلك ليس مبررا لابتزازهم ومقايضة ذلك بدوس حقهم في المواطنة والديمقراطية (أسلوبا أمثل للتدبير الوطني والأسلوب الأمثل لإسناد المقاومة). إذ كلما كنا مواطنين كنا للمقاومة حاضنين أفعالا لا مجرد حنجوريات سلطوية لتبرير السطو على حقوق الشعوب في الديمقراطية والمواطنة.

ساعة خسر النبي ﷺ ورفاقه الحرب في معركة أحد (بسبب مخالفات قاتلة)، لم يرفع في وجوههم شعار “لا صوت فوق صوت المعركة” التي يقترفها الانقلابيون العرب بل خاطبه ربه بواجب الترفق بهم والإنصات لهم ومشاورتهم في الأمر. فالانتصارات لا يصنعها الاحتكار بل يصنعها شراكة تقرير المصير.

لئن كانت المقاومة أنبل ظاهرة عرفها تاريخ العرب المعاصر فلنقرنها بأنبل مطالب الشعوب عوضا عن ربطها بالانقلابات التي حوّلت الكلمات الكبيرة إلى كبائر.

شكرا فلسـ❣️ـــطين فقد رممت روحي المكسورة🙏🏼
النصر للفدائيين 🇵🇸 والحرية للمعتقلين🇹🇳

#مواطنة_مقاومة
#طوفان_الأقصى
#ثورات_المواطنة_والديمقراطية.
#الأمين
Exit mobile version