تدوينات تونسية

كل التعاطف الدولي لا يساوي فتح معبر رفح أو الكرامة

كمال الشارني 

ونحن نمتدح الأصوات الأوروبية القليلة المعزولة التي تتعاطف مع غزة، تعالوا أقول لكم شيئا على الثقة: لو جمعنا كل الصور ومقاطع الفيديو وتقارير المنظمات الأممية عن جرائم الكيان الصهيوني وحدثت معجزة للسماح بتقديمها للعالم في الأمم المتحدة، لقاطعها الإعلام الغربي وقال حكام الدول القوية: “هؤلاء العرب هم السبب في ذلك ويستأهلون ما حدث لهم وإسرائيل تدافع عن نفسها”، لأن إسرائيل جزء من ثقافتهم والعالم ليس جنة أخلاقية، كل تلك الصور والمشاهد الفظيعة لا تساوي قرارا عربيا بفتح معبر رفع مع مصر أو معبر الكرامة مع الأردن، وستكشف الشعوب العربية أنها أهم من أي قرار أممي.

قديما قال زعيم أوروبي عن الفاتيكان الذي يحتج على سياسته: “كم يملك الفاتيكان هذا من دبابة؟” وقد قيل هذا الكلام أيضا عن الأمم المتحدة، لو قيل عن العرب، لكان الجواب: نعم يملكون عشرات الآلاف من الدبابات وملايين المقاتلين، لكنهم لا يقاتلون إلا بعضهم وشعوبهم.

الدولة العربية هي دولة عائلية بقطع النظر عما يكتب مخاتلة من أنها ديموقراطية أو شعبية أو ملكية، لا يعنيها إلا حماية نفسها ومن معها من أعوانها للبقاء في السلطة وهي مستعدة للتحالف مع الشيطان لذلك، وسيلتها في ذلك هي الشرطة والسجون والمعتقلات والمنافي والقوانين الظالمة والمخابرات المتنافسة في التنكيل بذلك الشيء الذي اسمه: الشعب، الناس، المواطن، “نحسابه مواطن”، قالها عون أمن لتبرير اعتدائه على محام.

السيد محمود عباس أنموذج صارخ على أسباب أزمة العرب الأصلية وهي نظام الحكم: عمره 85 عاما، أصبح رئيسا بانتخابات يتيمة منذ عشرين عاما وليس هناك حل للتداول على السلطة سوى بالوفاة، تكونت حوله بطانة حكم لا يعنيها سوى استثمار الوضع والاستمرار فيه، يعتقد جازما أن “كل أوراق الحل” كما يقال في تحاليل الثمانينات لتبرير الخيانة بيد أمريكا، لذلك يعتقد جازما في التعاون الأمني مع إسرائيل لقمع المقاومة ويسخر كل القوى الأمنية المحيطة به لإيقاف وتعذيب المتهمين بالمقاومة، وهكذا قال إن حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني، ربما يعتبرها عصابات إرهابية وفق التعريف الصهيوني، عادي، هكذا هم الحكام العرب، يحاربون شعوبهم من أجل الاستمرار في السلطة.

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock