نور الدين الغيلوفي
عرفت الشيخ الشعراوي على شاشات بعض الفضائيات أوّلَ عهد الناس، هنا، بها. كان، عندي، اكتشافا، أنا الذي لا أكاد أجد بين “شيوخ” الدين مَن يقنعني. الشيخ الشعراوي أقنعني و”أعطاني عقلي في يدي” كما نقول في عاميتنا “السمحة”. الرجل يفسّر القرآن بأداء مسرحيّ لافت ويتوغّل في بناء المعنى القرآنيّ، يستنطق عبارته كما لا يفعل نقّاد الأدب وشرّاح النصوص من هؤلاء الذين تسلّحوا بترسانة المعارف وأدوات المناهج. معه تقف على النصّ القرآنيّ كأنّك تقرأه أوّل مرّة كأنّما أوحيَ إليه ودُلّ، دون سواه، على مسالك مخصوصة إلى المعنى فيه.
مع الشعراوي تقف على البيداغوجيا في أجمل أساليبها.. يتنوّع الجمهور ويجد كلٌّ وِرْدَه من الفهم والمعنى.
وتفيد من علوم اللغة كأنّه جمع في رأسه المعجم العربيّ بمختلِف تشعّباته، وكأنّه اشتمل على كلّ ما انتهى إليه النحاة والبلاغيون وأهل العلم بالشعر بل إنّ لديه مقاربات في اللسانيات وعلوم الأسلوب لافتة.. ومن لسانيات النصّ وتحليل الخطاب، وكلّما شرح آية كونيّة ألفيتَه مطّلعا على علوم الأحياء والفيزياء، فإذا تحدّث في الزمان، مثلا، فكأنّه خرج لتوّه من مختبَر لفيزياء الكوانتوم.
هزّني طوفان الأقصى هزًّا فزعت فيه إلى الكتب والمقالات والمحاضرات المكتوبة والمرئيّة، وعدت إلى تفسير الشعراوي لسورة الإسراء، فألفيته يشرح الآي كأنّه يقرأ في كتاب كونيّ للتاريخ.. يخرج من النص إلى التاريخ ويعود من التاريخ إلى النصّ فكأنّه وهو يفسّر يصف بين يديه مجسَّمًا لما جرى ويجري وما سوف يجري.
مع الشعراوي ترى القرآن في التاريخ والتاريخ في القرآن ولا برزخ بينهما إلّا ما تبنيه الأوهام.
من أراد أن يتعلّم فليأخذ قلما وورقا وليسأل اليوتيوب:
الشيخ الشعراويّ تفسير سورة الإسراء.. الأجزاء كثيرة، شاهدوا الفيديو 3 و 4.