“من أبراهام الى دنيال.. واضحة جدا…”
شاكر الحوكي
خلافا لما ذهب إليه أغلب المتابعين بأن السقطة التي وقع فيها سعيد عند ظهوره الأخير تتعلق بتسمية الإعصار الذي ضرب “درنة” بإعصار “دانيال” وهي لعمري من السقطات الكبرى التي تفوق فيها “سعيد” على “القذافي” و “يندب لها الجبين”.
فاعتقد أن أهم سقطة في كلمته ليس ما قاله بخصوص الإعصار لكن حديثه عن اختراق الحركة الصهيونية المجتمع العربي وتعرضه باستخفاف الى اتفاقيات “أبراهام” وهي لعمري تسمية وان كانت تثير فينا التقزز لما تحمله من رغبة ملحة على التطبيع، لكنها معبرة من حيث أنها ترسل رسالة كلها احتقار واستخفاف لأكبر داعم للخراب العربي والانقلاب في تونس وهي الإمارات العربية المتحدة.
أهمية كلمته الأخيرة تبرز أيضا من خلال تأكيده علي أن “التطبيع خيانة عظمى” في عملية استدراج يبدو أن “حمى الهمامي” أوقعه فيها بإحكام عندما تحداه في الإعلام بأن يؤكد مجددا على موقفه من التطبيع. وهي رسالة لابد أن يكون لها ما بعدها، ليس فقط على لوبيات السياحة الدولية والمؤسسات المالية ناهيك عن الموقف الدولي عموما، لكن على موقف المملكة العربية السعودية أيضا الذي صرح ولي عهدها محمد بن سلمان منذ يومين بأن الرياض تقترب من التطبيع مع إسرائيل.
مرة أخرى يجدد قيس سعيد تأكيده الي انه اكبر مناهض لمشروعه الانقلابي وانه العدو الأول لمساره الاعتباطي وانه ابعد ما يكون عن إدارة شأن الدولة ومراعاة مصالحها العليا وانه حان الوقت أن يتراجع مسانديه عن دعمه..
أما بالنسبة لصفوف المقاومة المبعثرة بين الأيديولوجيات المنكسرة والقديمة (من العمال الى الإسلاميين)، فلم يبق لها إلا أن تتخندق في صف واحد.. قبل الفناء الأخير.