مقالات

فهمت علاش ما اعتقلونيش؟!

الأمين البوعزيزي

في حديث مع معلمة نحبها برشة برشة (هي أصغر متي عمرا لكنها تذكّرني بجيل المعـ❣️ـلمين الذين درسوني).
مش متسيسة، لكنها ملتزمة بالموقف النقابي رغم عدم اقتناعها في المجمل. إنه شرف الموقف.
تتابع منشوراتي وظهوري الإعلامي، لا تتفق كثيرا مع مواقفي لكنها معجبة بمبدئية صاحبها (هكذا تقول عني في وجهي وقفاي).

سألتني عن موقفي مما يجري في قطاعهم وعن مآلاته.
أجبت: أخلاقيا ما يجري لسيدي المعلم فضيحة وعار وجريمة. في بلدان تحترم نفسها المعلم لا يحتاج إلى المطالبة بحقوقه، يفترض وجود تشريعات تمنحه امتيازات بلا عد لسبب وحيد؛ ألا تنهار صورة #المعلم القدوة، إذ بانهيارها ينهار مستقبل أي بلد.

ما يجري ولا يقال لكم أن #الطغمة النقابجية التي تسيطر على نقابتي الابتدائي والثانوي لا علاقة لها بالنضال النقابي، مجرد ميليشيات قومجية وستالينية معادية للنقابات أينما حكموا. عبثوا وردحوا وفرضوا ما أرادوا طيلة عشرية الحريات السياسية والنقابية وفي الآن نفسه ذبحوها وسلموها للدبابة القومجية، وها هو وزيرهم زميلهم منهم فيهم، وها هو رئيسهم منهم فيهم، ها هو يكسر أضلعهم بلا رحمة ومازال مازال… كل ما رفضته حكومات البرلمانات المنتخبة سيقبل به الحاكم بالمراسيم، تسريح… تفويت… تراجع في عدد ساعات العمل،… إيقاف الزيادات في الأجر… إيقاف الانتدابات…
جاء وقت الحصاد المر😴
إما ديمقراطية تكفل الكرامة وإما انقلاب قومجي يبول عليهم منهم فيهم.
#وما ظلمناهم🤔

نقطة نظام✋🏼

نطّ واحد من سيدي بوزيد (موطني) معلقا على آخر تدوينة نقدت فيها الأداء المخزي للفاشست صلب نقابات التعليم متهما إياي بمعاداة الاتحاد (تهمة تخوينية يقترفها المتقومجون حول التونسة أو العوربة) متسائلا غامزا لماذا لم يمرنقني الحاكم [كذا عبارته من المرناڨية/السجن]

أقول لهذا البعرور القواد، منتحل صفة نقابجي بعد أربعطاش جانفي:
نقدي الجذري للخط التفريطي داخل الإتحاد العام التونسي للشغل #نقد انتماء مش نقد عداء (هذا أمر لا يفهمه من نشأ قوادا طحانا تيّاسا ديوثا).
خطابي النقدي #ضد سلطة الانقلاب أعتبره على رأس ما يُوجَّه لها من نقد،

علاش؟!
لأنه نقد يستمد أخلاقيته كونه يصدر عمن لم يكن شريكا في السلطة طيلة العشرية المنقلب عليها، فقيس سعيد نفسه كان من ثمرات العشرية والشركاء فيها قبل أن ينقلب عليها.
خيارنا النقدي طيلة العشرية وطيلة سنيّ الانقلاب لم يكن من موقع الضغط الابتزازي للتموقع بل كان من موقع الزاهد المرابط دفاعا عن القيم. وهذا ما جعلنا محل احترام الخصوم قبل الأصدقاء (اللي عندو عكس هذا يتفضل يفرشنا)

أذكر عام 2010 بسيدي بوزيد أثناء مسيرة فرضناها (النقابيون) فرضنا يوم 2 جوان إسنادا للمقاومة في غزة. خرجت المسيرة من أمام مقر الإتحاد وجابت الشارع الرئيس من أمام المغازة العامة مرورا بلجنة تنسيق التجمع (حزب الحاكم) حيث رفعنا أمامه شعاري
#من الرديّف حتى لغزة المبادئ لا تتجزأ
#يسقط نظام السابع يسقط عميل وتابع.
لما وصلنا أمام البلدية كان قرار وقف تقدمها (كي لا تتظاهر أمام الولاية والمنطقة) قرار وقفها تمت ترجمته بالضرب. أذكر حادثة لم ولن انساها. بوليس يرفع الهراوة كانت ستقع على كتفي ويد ترفع لاعتراضها مصحوبة بجملة “باهي سافا آ زميل”؛ لم انتبه ابدا لوجه البوليس حامل الهراوة لكني لم أنس وجه من حمى كتفي. التقينا بعد أربعطاش (كلها بضعة أشهر بين الحدثبن) سألته: سبادة الضابط سأسألك عن حدث أرجو ألا تكون نسيته، لماذا دافعت عني يوم كذا كذا قائلا لزميلك كذا كذا… ابتسم قائلا دون تردد “صابونك نظيف صاحبي”. أزعجتني العبارة فعلقت آش تقصد؟!!
قال، شوف صاحبي منذ مجيئك لسبدي بوزيد جانفي 2006 كنت تحت مرايانا، صحيح أنت في تقييمنا معارض للسلطة لكنك وطني نظيف لا ارتباطات مشبوهة لك ولا تعتقد أننا حجر ما نفهموش”.
(كان عملي له صلة وثيقة بهم: مقاومة الحفريات العشوائية/لصوص الآثار) لكنهم لم يفهموا ظاهرة اطار عالي في جهته لكنهم لا يرونه في مقر لجنة التنسيق (الوضع الطبيعي في دولة شمولية) بل يرونه في المسيرات والاعتصامات وحتى حضوره التظاهرات الثقافية الواقعة في قبضة السلطة دوما تدخلاته سليطة بلا رحمة. (اللي عندو في بوزيد غير هذا يتفضل يفرشنا).
امش عدل يحير فيك عدوك، كذا كانت وصايا بابا دوما.
أنا امرؤ يعيش برضى والديه ودعاؤهما، ولا حامي إلا الله.

أقول لهذا البعرور القواد ولكل بعرور قواد صارّها في ڨلبو وهم بلا عد ينتظرون اليوم الذي يرونني فبه سجينا:
الأمين مش تع سفارات ومش تع لوبيات ورجال عمايل،
مواطن نـقي بسيط وسليط (قلمي/لساني يقصم الظهر لكن دون ثلب وكذب)، أرى ربي كل يوم يحضنني ويحميني. كما كنت أرى ربي في عيون البوليس وعيون التجمعيين سابقا أراه اليوم في عيون أجهزة وأنصار قيس سعيد.

لم أقدم نفسي يوما سياسيا محترفا (حزبيا) ولن أفعل رغم شراسة دفاعي عن الأحزاب عمودا فقريا للسياسة، لكني أرى أن السياسة في مشهد سياسي يقوم على التنافي تحتاج مثقفين يكسرون الاستقطاب الهمجي
فهمت علاش ما اعتقلونيش؟!
الاعتقال في مطلقه ليس عنوان بطولة، فالسلطة (أية سلطة) تختار خصومها أيضا.
#الحرية للأسرى في زنازين الانقلاب،
وساعة الحرية ثمة مكاشفة وحساب للاعداء والأدعياء.
ولكل بعرور ينتظر اعتقالي، أقول:
قوادة النوفمبرية بالأمس هم قوادة الشعبوية اليوم. طول أعماركم تعيشوا طحانة.

✍🏿#الأمين

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock