مبروك للتوانسة وظيفة خماسة ميلوني تليق بالنيام
أبو يعرب المرزوقي
“مسيلمة بواس الأكتاف باع ما لا يملك في وطن ماتت اماليه”.
مستبد يظن نفسه ملهما يبيع ما لا يملك في غياب شعب نخبه كانت اصل الداء: فإذا كان من يتصورون انفسهم ساسة محنكين يدعون للتصويت لمسيلمة فلا بد إما أنهم كانوا حمقى أو اكثر منه مسيلمية.
تونس ما تستاهلش لكن: التاريخ اعطى فرصة لأبنائها فكان الخماسة قادة فجعلوا الشعب كله خماسة وخاصة قوة الدولة الصلبة أي الشوكة التي من المفروض أن تحمي البلاد من مخربيها.
فتصور الخماسة أنهم يمكن أن يصبحوا سادة إلى هذا الشعب كله خماس راعي ماعز على حدود أوروبا التي تضرب عصفورين بحجر واحد: تنهب ثروات إفريقيا وترمي أبناءها على من تعتبره عدوها اللدود بعد أن فشلت في استرداد روما.
وطبيعي أن تضيع الفرصة. فالإنسان لا يمكن أن تكون تجربته مقصورة على سنوات الجامعة ومناوشاتها وسنوات الحبس ومراراتها قادرا على تسيير دولة واللعب مع حيل الاستعمار لحماية الديار وجلهم يجهل بل ويشارك في دور الغدار وتخريب الديار.
ما يعني حكام تونس ونخبها اليوم هو أن يحصلوا على أجرهم واجر حمايتهم والعيش مثل الملوك واغلبهم صعلوك وإن شاء الله تخلى: منطق بعدي لا نزل القطر.
يعني هؤلاء المنافقون الذين امضى معهم بواس الأكتاف لم يخسروا ولا مليم: لأنهم لن يعطوه مالا سيبيعون له خردتهم ليحمي حدودهم.
كوارجي صار يسوى أكثر من تونس ومن كل جيشها وامنها اللذين ستكون وظيفتهم حماية فاشية إيطاليا من فقراء إفريقيا التي نهبوها ومن غباء الأجوار الذين يعتبرون تونس مزبلة يدفعون بالمهاجرين إليها حتى تكون هي في “فم المدفع”.
كل شيء يمكن أن اعذر فيه الجيش والأمن لأني كنت أعلل سكوتهم بالخوف على الدولة ومن الفوضى. لكن إلا هذه فلا عذر لهما فيها: كيف يرضون بأن يكونوا خماسة عند البطيخة والعلماء الذين امضوا معها هذه الاتفاقية التي لم تعرض لا على الشعب ولا حتى على نواب عقاب الزمان؟
فممثلة فاشية أوروبا لعبت بمن لا عقل له -وهو امر يعلمه كل من دعا للتصويت له في ذلك كان من علامات الغباء- تماما كما حصل مع نظائرهم في مصرهم لما اغتروا ببلحة- وكل الحاقدين على من ليس أوروبيا وخاصة إذا كان مسلما وعربيا.
ضربوا ضربتهم: ما عادش فيها سكوت على تضييع البلاد لإرضاء الأوغاد. فإذا بقي الشعب متفرجا فهو لا يستحق إلا العبودية: طبعا لا اعتقد أن الوطد والبسكلات والبرميل وخاصة مافية الاتحادين العمالي والاعرافي
يمكن أن يتحرك فيهم حس وطني أو عزة أو النخوة: فهم أعدى أعداء الكرامة والحرية ومن ثم لم يبق إلى الشعب الذي بدأ يرى ما وصلت إليه البلاد وصعب أن يقبل بأن يصبح سارح معيز عن البطيخة.
النص الكامل مذكرة تفاهم بين تونس و أوروبا حول الهجرة