النكت الحلال خلصت يا شيخ
عبد القادر الونيسي
هذا ما قاله لزهر العكرمي للشيخ راشد الغنوشي الذي كان يطلب منه كل يوم نكتة.
الإستخلاص الأول أن الشيخ عائش شايخ في محبسه أفضل من الذي يخرج علينا كل يوم من قصره متجهما يسب ويلعن وواضح من خلال تقاسيم وجهه أنه يعيش مأساة مدمرة.
الإستخلاص الثاني يوحي بالمستوى الأخلاقي للنخبة التونسية في عمومها وربما لزهر بذل الوسع وإجتهد المسكين في إستجماع ما تخلد بذاكرته من نكت الحلال لأن عموم الفذلكة بين النخب تدور حول السفاهة وحتى لا أكون متجنيا عليها هذا هو حال النخبة الفرنسية كذلك المثل الأعلى لنخبتنا.
من البايات إلى بورقيبة إلى بن علي “الكلام الزائد” هو ثقافة القصور والدائرين حولها.
في جميع الأحوال نكت الحلال لا تنتهى وكم ضحكنا في سجوننا من طرائف “سون بور سون” حلال.
في الختام أهدي هذه الطرفة التطاوينية الحلال للشيخ راشد ورفاقه في محبسهم (تطاوين الكل تعرفها).
أحد تجار تطاوين الكبار وإسمه زيد الفضيلي وقد توفى منذ سنوات رحمه الله له ثلاثة أبناء: عكرمة وشرحبيل والقعقاع ذهب إلى البلدية لإستخراج مضامين لهم.
توجه مباشرة إلى موظف الحالة المدنية صالح العزلوك وهو رجل طريف قائلا: عيش ولدي خرجلي مضامين لعكرمة وشرحبيل والقعقاع.
أجابه: مش هني عم زيد.
إستغرب عم زيد وقال: مالة وين.
أجابه: في بلدية يثرب عم زيد.
ملاحظة: النكتة لغير أهل تطاوين لأنها أكثر النكات تداولا بينهم والنكتة القادمة إن شاء الله من غمراسن هدية لسجناء الحرية.