كمال الشارني
في الصحفيين الذين أخذوا الباكو من القصر وفي ممارسة الزلق في بيت الصابون،
توه بلغني أن سي زهير الجيس، قال بنفس الوثوق الذي أعلن به عن حكاية قرض المائة مليار دولار على ثلاثين عاما، قال إنه “يملك ملفات تقريبا على كل الصحافيين، ومن أخذ باكو من القصر”، وهكذا انزلقنا سريعا من وعده بتقديم ما يثبت حكايته إلى اتهام “تقريبا كل الصحفيين”، وهو أمر لا تقدر عليه غير الداخلية وجماعية الإرشاد والمصالح المختصة ونحن حائرون فيه منذ عقود، لكن بما أني واحد من الصحفيين المحترفين منذ 35 عاما أحترم قوانين المهنة حتى وإن كنت أرفضها ومنها تسلم الفلوس من القصر أو من أية علبة أخرى من أجل الفلوس في شيء لا يخص مهنة الصحافة، أطالبه فورا بتأكيد تهمته الخطيرة بنشر أي ملف يخصني وما إذا كنت أخذت باكو من القصر، وفي الأثناء المساهمة معنا في تطهير قطاع الصحافة ممن يأخذون الباكو.
“ماهو” حكاية لاصقة في بعضها، الزميل جمال العرفاوي صاحب موقع Tunisie telegraphe “قعر” له الحكاية كلها بأن بين بالأدلة المقنعة أنها لا تبعد كثيرا عن حكايات متحيلي نيجيريا متاع “زوجي جنرال قتلوه وترك لي 20 مليون دولار في حساب سري، اخترتك لأنك طيب وأمين لتساعدني على إخراجها مقابل نصفها لك”، رابط التحقيق
وهكذا لم يبق أي مخرج من الحكاية إلا “مخرج الطوارئ” وهو اتهام الصحفيين ببيع ذممهم ومحاولة الزج بالقصر في الحكاية، حيث يمارس البعض الزلق في بيت الصابون الوطني، أما خلينا نتفاهموا: الصحافة علم مختلف عن التنشيط والإنتاج، كبار المنتجين يعولون على صحفيين حقيقيين لحماية أنفسهم من الحكايات السخيفة متاع التحيل بقطع النظر عن النوايا، صحافة الاستقصاء علم على رأس علوم الصحافة وأجناسها ولا يمكن لكل من اشتعل له الضوء الأحمر في الميكروفون أن يمارسها والعيب، مهنيا هو أن تدخل فيها دون معرفة وتكوين وممارسة طويلة وإثبات للكفاءة، ثم؟ حكاية المائة مليار دولار لا تنطلي على أحد من الصحفيين ولو رويتها من باب الاحتياط لأي رئيس تحرير ينطبق عليه قانون الشغل لقال لك: “يزي من اللعب؟”، وما قام به الزميل جمال العرفاوي هو أكبر دليل على المآل الكارثي لمهنة الصحافة بشكل خاص والإعلام بشكل عام عندما يتحدث أي أحد في أي شيء،
أخيرا: أنا مكبش، هات لنا ملفات الصحفيين الذين أخذوا الباكو من القصر، ولا تقل لي إنك تقصد قصر قفصة أو القصر التابع لريف دشرة نبر من ولاية الكاف، إذ ليس هناك مائة دينار فاضلة أصلا،
للتوضيح: أنا فقدت الأمل من السيد زهير الجيس ليس عندما زار رئيس سوريا في قلب المحنة لمديح الطاغية، بل عندما استمعت إليه بالصدفة في السيارة وهو يقدم حصة من برنامجه لمديح نفسه في المباشر بالاحتفاء بجماعة جاؤوا لشكره على ما يقدمه في الإذاعة وجلبوا له الورود وما يلزم وهو عمل ضرب عليه باكو حقيقي غير باكو القصر، شاكر نفسه متاع المائة مليار دولار يقرئك السلام ويقول لك إن مثل هذه الأخطاء الفادحة تؤدي عادة إلى تغيير المهنة،