بخصوص تحركات نقابة المعلمين وقرارات وزارة التربية.. وطاعون الشعبوية

عبد الرزاق الحاج مسعود

• الذين التزموا بعدم تسليم الأعداد إلى الوزارة، أي المنضبطون للعمل النقابي، أقلية. يعني أن الذين سلموا الأعداد وانسلخوا فعليا من النقابة عددهم أكبر بكثير من الملتزمين بقرار النقابة. يعني أن الشعبوية نجحت فعلا في هرسلة العمل النقابي بتحشيد الغوغاء من الأولياء وجزء من الإعلام ضد المطلبية النقابية في المطلق.
(لا أملك إحصائيات دقيقة لعدد معلمي الابتدائي).

• المركزية النقابية في موقع ضعف منذ الانقلاب ولا تستطيع تجذير موقف نقابة التعليم الأساسي في اتجاه تغيير موقفها المخزي من تحريض على الانقلاب ثم مساندته ثم محاولة احتوائه.. نحو معارضته. لأنها ببساطة مختطفة من أحزاب مساندة للانقلاب، ولأن كل هياكلها القيادية الوسطى منقسمة في الموقف من الانقلاب مع غلبة لمسانديه الذين يمسكون القطاعات الحيوية. يعني هي لا تمتلك أدوات التحول إلى المعارضة الجذرية، وستكتفي بتحريك تكتيكي للتضامن النقابي الشكلي مدعوما ب”اتصالات” الأصدقاء للقيام بوساطات مع الوزير الصديق ورئيس الشعب لحل الأزمة.. في انتظار احتمال أن تتغير مواقف مختفي المنظمة، أو أن يضطرها إلى ذلك واقع جديد كالذي اضطر مركزية جراد التابعة كليا لبن علي إلى غض طرفها، عجزا، عن احتضان كل هياكل الاتحاد الجهوية للمظاهرات ضد النظام أيام الثورة.

• شعبوية صنف 1: المحزن والمخزي أن جزءا من الملتزمين بالحجب من المعلمين فعلوا ذلك لا لقناعات نقابية بل لحسابات مادية انتهازية جشعة. طبعا أن تطالب بتحسين وضعك المادي مشروع جدا، شرط أن تكون واعيا بالسياق الموضوعي لمطلبك وأن لا يكون تموقعك السياسي نقيضا لمطلبك. يعني أن تكون شعبويا في السياسة وتساند انقلابا ألغى الديمقراطية ووعدك بالرفاه القريب بعد استعادة الأموال المنهوبة من الخارج وأموال الفاسدين من عشرية سوداء بسبب الديمقراطية، فأنت مطالب بالصبر وإرجاع الأعداد والكفر بالنقابة والتخلي عن مرتبك مساهمة في المشروع الشعبوي الذي تؤمن به.
يعني نقابي وزقفوني.. ما تركبش.

• شعبوية صنف 2: موقف جماهير النهضة التي تملأ الفضاء الافتراضي صراخا انتصارا للمعلمين هو أيضا موقف شعبوي انتهازي. أنت ضد الاتحاد وضد نقابة الأساسي وتردد منذ سنوات شعار اتحاد الخراب. كن منسجما مع قناعاتك ولا تساند النقابة ضد الوزارة. بل المنطقي أن تساند الانقلاب في استهدافه لنقابة المعلمين والعمل النقابي عموما.
يعني نهضاوي ومساند للنقابة ما تركبش.

الخلاصة.. تبا.