طاسة الغنّوشي !

عبد اللطيف علوي 

باش نحكيلكم هالغريبه، باش تعرفوا شنوّه نوعيّة الكائنات اللّي مكتوب عليكم باش تكمّلوا حياتكم معاها!

اليوم قصدت مخبزة في أحد الأحياء الرّاقية، كان الصّفّ طويلا والعاملة قالت مازال نصف ساعة ويحضر الخبز، قلت فكّ عليّ! تو نروّح للماجدة نقلّها تعمللنا شوي ملاوي!

في الصّفّ كان هناك كائن (مانحبّش نقول راجل)، يبدو في السّتّين، على راسه برطلّه بيضاء ويلبس شوميز مدخّلها تحت شورت يشبه تماما لشورت ” Louis de Funès، ويبرلي باللغة الفرنكفونيّة! وبدأ في وصلة الرّديح: “كنّا لاباس علينا! اللّه يهلك البوعزيزي متع الخوانجيّه!”

في الحقيقة كنت ناوي نروّح، آما قلت خلّيني نزيد شوي منها نستنّى الخبز ومنها نتثقّف شوي ونفهم كيفاش البوعزيزي كان متع الخوانجيّة!

المهمّ، بعد أن دعا عليه بالحرق بنار جهنّم بعدما أحرق نفسه في الدّنيا، ثمّ دعا على من سمّى باسمه شارع محمّد البوعزيزي، ثمّ انتقل إلى سبّ بن علي لأنّه لم يقتل الغنّوشي! واستشهد بقول نسبه إلى بورڨيبه حيث قال: ” الغنّوشي اقتلوه! راهو كان يبقى حيّ باش يعمل كارثه في البلاد وفي العالم الكلّ!” جاءت اللّحظة الحاسمه حيث قال: ” وهاكم ريتو! الغنّوشي عطى فلوس للبوعزيزي وقلّه احرق روحك، و”كرّينا” على العرب الكلّ، أيّ كنّا سببا فيما حدث لهم!

بعد ذلك انتقل لما هو حصريّ وأهمّ، أخذ يقسم باللّه ويعيد القسم قرابة خمس مرّات على أنّ الغنّوشي كان سوكارجي مايهزّش راسه مالطّاسه ويعرفه وين كان يسكر ويروّحو بيه خيط، واليوم ولّى عامل روحه شيخ!

ثمّ ألقى قنبلته الحصريّة الثّالثة، حيث أعاد القسم سبع مرّات بأنّه يعرف مرته اللّي حفات وراه من حبس لحبس، وبعد ما شدّ رئاسة المجلس طلّقها وخذا طفلة من عمر بناته!

كلّ هذا والجمع يصغي وأكثرهم مصدّق، ومنهم من يومئ برأسه موافقا ومنهم من يدعم كلامه بين فاصل وآخر: “خربوها! اللّه لا يربّحهم! مايشبعوش! البلاد نهبوها! هانا شفنا فيهم نهار!” وكيما قال بورڨيبة لبن علي :” ماتربطهوش! الحبس مايعملّه شيء! اقتله! وكان ماتقتلهوش راهو باش ياكلّك راسك!” وهاوينه كلاله راسه!

مانطوّلش عليكم! كنت أقف أمامه مسدلا الكاسكات على عينيّ ومتظاهرا بالانشغال بتوريق الفايسبوك، وواضح أنّه لم يعرفني أحد منهم، وهذا من الأخبار السّعيدة!

عندما حان دوري كانت العاملة تضع آخر خمس باڨات في صاكي، وكان هو خلفي في الصّفّ مايزال يكشكش! فخرجت بحمد اللّه غانما، ووقفت غير بعيد لأرى منظره وهو يخرج بيد لا شيء فيها! وأنا أتخيّل الغنّوشي يضحك هذه الضّحكة الخبيثه!

راشد الغنوشي
Exit mobile version