تدوينات تونسية

مقالات صحفية ليس فيها معنى

كمال الشارني 

قديما، بعض أساتذتنا الكرماء في معهد الصحافة كانوا يحرصون على أن يذكروا لنا شيئا عن المسابقات السنوية لجائزة بوليتزر في صحافة الاستقصاء في الولايات المتحدة من أجل الحقائق المخفية وضد القوى التي تريد إخفاء الحقيقة وتزييف الوعي العام حيث الصحافة هي قوة مضادة للقوى الحاكمة،

أنا شاهدت أكثر من عشرة أفلام أمريكية تقدم صياغة درامية للكثير من هذه القصص الصحفية التي انتهى بعضها بإنقاذ محكومين بالإعدام من المشنقة بعد كشف الحقيقة، وين القوة؟ في أن بعض هذه الأعمال الصحفية قام بها طلبة معاهد الصحافة، وين القوة أيضا؟ في أن مؤسس معهد الصحافة في تونس السيد أندري بوايي كانت عنده مادة اسمها “صيد القصص الصحفية” chasse aux nouvelles حيث كان يأخذ فريقا منهم كل مرة ويطلقهم في سوق شعبية، في دشرة أو في قلب مدينة كبيرة تحت شعار “بره فتش على قصة صحفية ذات عمق إنسانية، تعلم طرح الأسئلة وهات لي الأجوبة”، هذا بعد أن يشحذ لديهم غريزة تبين القصة أين تكون ثم امتلاك أدوات فهمها والإحاطة بها ثم صياغتها في مقال صحفي،

اندري بوايي
اندري بوايي

اليوم أقرأ ما يسمى مقالات صحفية، ليس فيها معنى أصلا، بالله العظيم عاجزون حتى عن “رد الخبر” في حد ذاته وفق المفهوم العسكري وتحتاج لأن تبحث عنه لكي تسأله عما غاب في العمل الصحفي، فما بالك بإعطاء معنى لما اشتغل عليه، هل تعرفون النتيجة؟ نذهب للبحث عن المعلومة في القنوات الأجنبية،

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock