تدوينات تونسية

وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ، ثورة قِيَمية

وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ،

ثورة قِيَمية، تنهي جريمة تقديم الإنسان قربانا للآلهة، أوثانا كانت أم قوى طبيعية مؤلهة… تكريم للإنسان أصبحت بموجبه لحياته قداسة لا يحق لبشر (أيّ بشر) أن يزهق روح بشر إلا بالحق،
أي حق؟

الدفاع عن النفس ذاتا أو وطنا. إذ يصبح الدفاع عن الحق في الحياة فوق كل القوانين. لكن حتى هذه الرخصة فهي مقيّدة جدا… ألا يُقتل أسرى الحروب وألا يُقاتل إلا المعتدي…. وأن يُتجنب القتال أقصى ما أمكن… اللهم أصبحت حياة المُعتدى عليه مطلوب رأسها.

كذا #قصة الإنسان في #السرد القرآني الذي يقدم نفسه منتظما ضمن الإرث النبوي الإبراهيمي…
تحريم التضحية بالانسان، والتحريم تقديس للحياة وللذات البشرية حيا وميتا، تحريم قتله وتحريم تعذيبه وتحربم التمثيل بجثته ساعة الموت في ساحة الحرب ولو كان المقتول معتديا.
لم يكفه ذلك بل طالب الإنسان بعبادة خالقه فقط إذ لا إله إلا الله عنوان حرية مضافة لقداسة الحياة الواردة في مانفستو “وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ”.

هل يعقل اليوم أن نختزل ذكرى افتداء الإنسان في طقس النحر استعدادا لـ “شبعة لحم مشوي” يتحكم في سعرها سمسار جشع وضيع!!!
هل يعقل أن نقبِل على شعيرة أضحية العيد (شعيرة تقديس حياة الكائن البشري) ونحن إما متواطئ أو شربك أو صامت أو والغ في جريمة هتك/هدر/قهر من قدست الشعيرة الابراهيمية حياته!!!
ترى هل غادرنا نفق الكانيباليزم؟
ترى هل يُعقل أن يجدد الواحد منا كل يوم عهد #التوحيد التحريري (لا إله إلا الله) ويجدد كل عام عهد/ذكرى الافتداء المقدِّس لحياة الإنسان (وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) ويقبل على نفسه وضع العبودية أو التنازل عن حقه أو القبول بدور القواد أو الجلاد أو الصامت اللامبالي؟!

مبارك عيد من نذروا وجودهم لمقاومة المتألهين في الأرض (استبدادا محليا أو احتلالا برانيا)
التوحيد بيان مواطَنة مقاوِمة.
الأضحية تقديس للحياة لا هدرا لها.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock