سمير ساسي
ابحث منذ مدة عن حل لمفارقة هي التالية:
أنت مبدئي ترفض محاكمات الرأي لكن تجد في المحكومين شخصا ساند الانقلاب وشجعه على التنكيل بالمعارضين بل صفق لسجنهم وقتلهم.
أنت صحفي ترفض أن يحاكم صحفي بسبب مهنته لكنك تقف أمام صحفي رفض أن يتضامن معك يوم حوكمت بسبب مهنتك لأنك تختلف معه أيديولوجيا وتجد أخر يبرر فعل النظام ضدك لأنها القوانين السائدة في البلد وان عليك احترامها رغم انك لم تخالفها، فقط لأنك مختلف عنه فكريا وسياسيا وهو غير مستعد لإغضاب السلطة من اجل حقك في بطاقة مهنية.
وأنت لست من المخنثين الذين يكتبون تلك الحملة الركيكة رغم اختلافي إلا أنني أتضامن لأنك تدرك انه تعبير عن قلة رجولة.
هل تغلب مبدئيتك فتتضامن وحين يخرج صاحبك يسبك أو ينكر حتى تضامنك ويشكر كل قبيلته حتى الذين لم يتضامنوا معه ويتجاهلك بل ينكر أصلا انك صحفي كما فعل بن بريك زمن المخلوع ونفى أن يكون في تونس غيره صحفيا.
أم تكتفي بالصمت جمعا بين المتناقضات وخروجا من الخلاف كما يقولون.
أم تكون صريحا وان تقاطعت مع فعل النظام الموحش فتذكر هذا الضحية بانه هو ومن معه سبب ما هو فيه وما وقع في البلد وان عليه أن يتحمل مسؤوليته.
الحاصل بليون دينار سؤال وثلاثين الف مليار جواب فيها العاطفي والمبدئي والبراغماتي.
وهذه تونس ولا حول ولا قوة إلا بالله