حيرة صحفي
لطفي حجّي
الخبر: “صدور قرار قضائي بمنع التداول الإعلامي في قضيتي التآمر على أمن الدولة”
عادة ما تكون العبارات العامة الفضفاضة مدخلا للتأويل بما يخدم السلطة ويحد من الحريات.
ما معنى عبارة “التداول الإعلامي”؟!
هل عندما يقول الصحفي أنه تمت دعوة رئيس جبهة الخلاص الوطني أحمد نجيب الشابي للتحقيق في ما يعرف بقضية التآمر على أمن الدولة يعد ذلك خبرا صحفيا أم “تداولا”؟
هل عندما ينقل الصحفي عن هيئة الدفاع في القضية قولها “القضية لا تتضمن أي دليل على التآمر وهي قضية سياسية بامتياز” يعد ذلك خبرا أم “تداولا”؟
هل عندما يكتب الصحفي تصريحا لعائلة الأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي المسجون على ذمة هذه القضية يقول إن الشابي ينتظر منذ أسبوعين من إدارة السجن تمكينه من كتاب المفكر التقدمي محمد شحرور الذي جلبته له عائلته في احدى زياراتها له، يعد ذلك خبرا صحفيا أم “تداولا”؟.
هل عندما يروي الصحفي على لسان إحدى المحاميات أن السجينة في نفس القضية شيماء عيسى تعرضت بغرفتها بالسجن إلى العنف من قبل سجينة في قضية إرهابية تم إيواؤها معها بنفس الغرفة. يعد ذلك خبرا أم “تداولا”؟.
هل عندما يغطي الصحفيون وقفة احتجاجية للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين بمن فيهم المشمولين في القضية، يعد عملا صحفيا ضروريا أم “تداولا”؟.
أسئلة عديدة تخامر أذهان الصحفيين وقد فتحوا أعينهم هذا الصباح على هذا الخبر. وبعد الذهول ستتعمق حيرتهم لأنهم لن يجدوا أي مسؤول ليفسر لهم معنى مصطلح “التداول” ولا حدوده.