هل أقول شكراً قيس سعيد ؟
علي بن مكشر
وقت اللي نشوف “أقوى قوة في البلاد” واللي عملت 35 ألف إضراب قطاعي وزوز إضرابات عامة في عشر سنوات، تولي “أرنوبة” أليفة، و”تتفهم” الصعوبات التي تمر بها البلاد، أكاد أقول (شكراً قيس سعيد)، لأنك كشفت حقيقة تلك الخردة النقابية بأن (طلاءها حصافة وقعرها رعونة).
وقت اللي تختفي مئات منظمات المجتمع المدني، ولا نسمع لها ركزا، بعد أن صدعت روسنا بالعياط، وشعارات “جسدي ملكي” واللي خارج زنط في الشارع “وجماعة” لا ربي لا سيدي “وجماعات حقوق المرأة” وصولا إلى “جماعات الاعتصامات في الكامور” و(الاعتصامات قدام البرلمان)، وتسكير السكة في ڨفصة…
فجأة تختفي كل هذه المظاهر وينتهي الضجيج، أكاد أقول (شكراً قيس سعيد).
وقت اللي يكون في البلاد رقم قياسي من الأحزاب (220) وفجأة تختفي من المشهد، وكأن الأرض ابتلعتها، ولم تعد تسمع لها صوتاً ولا تصدر بياناً، وفي وقت قريب كانوا أسوداً على العشرية الديمقراطية المسكينة، أكاد أقول (شكراً قيس سعيد).
وقت اللي جمعية القضاة، يطردوا منهم 57 قاضي بلا تهمة ولا جريمة، وعادي من غدوة يمشوا للخدمة، والأمور عندهم ستة زيت، أكاد أقول (شكرا قيس سعيد)، لأنهم لو كانوا رجالاً، ما تقدم الانقلاب خطوة واحدة.
وقت اللي الصحافيين وما اندراك، يطلعوا (ندابة مأجورة) إلا من رحم ربي، ويبلعوا السبركة “المكنسة” بعد ما منعوهم من دخول حظيرة الغنم البرلمانية، ويواصلوا يتفتفتوا في الخبزة، بل ويعتبروا رياض جرادة كرونيكار ومنظر ثوري، سامحني لهنا إذا نقول (شكرا قيس سعيد).
وقت اللي ملايين الناخبين، يشوفوا أولاد عمومتهم اللي حطوهم بأيديهم في البرلمان والبلديات، يقع طردهم، وتنصيب ناس من فوق، دون إعتبار لإرادتهم ولا رأيهم، ويرجع بيهم لعهد النيابات الخصوصية، ومع ذلك لا أحد، يرفع اصبعا ولا يقول كلمة حق… لهنا (أكاد أقول شكراً قيس سعيد).
اللي يمنعني من قول (شكراً قيس سعيد) هو قناعتي أنه هو نفسه، صنيعة مش خليقة، كيما هاك النضالات المفبركة والأحزاب المفبركة والاعتصامات المفبركة، والقضايا المفبركة.
لكن هل أقول شكراً لمن كان وراء كل تلك الكوابيس التي دمرت حلم الشعوب في الحرية والعدالة والديمقراطية ؟
طبعا لا ، بل أقول:
لعنة الله على من خطط ومول وشارك في ترذيل المشهد الرائع الذي كدنا نرفع به رؤوسنا أمام العالم.
كما ولعنة الله على كل من ساند ديكتاتورا ولو بنصف كلمة، والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.