بشير العبيدي
#بالفلفل_الحار | 🌶 #
🐸 قبل فترة، كنتُ أمشي في شارع باريسي مكتظ بالمارة، ومررتُ قدّام محلّ يبيع لُمجات الدونير التركية، فاعترضتني غمامة من دخان الشواء منبعثة من المحل، فقادتني من أنفي للدخول إلى المحلّ، بعد أن أيقظتْ رائحة المشويات حواس معدتي كلّها، وسلّمتُ على الشاب صاحب المحل بالعربية وبالتركية، ثم طلبتُ لمجتي المفضلة ومعها إدام أندلسي وهريسة تونسية، فأحضرها في دقائق معدودة، وكان المحلّ فارغًا، وناولنيها مبتسما وهو يسألني عن بلدي الأصلي، فمازحته قائلا: أنا تركي! ثم أخبرته أنني زرتُ تركية مرات عدة، وأنها بلاد لا أملّ زيارتها…
🦔 فرح الشاب التركي بمجاملتي، ثمّ تنهّد قائلا بالفرنسية: تركية بلد رائع كما قلتَ، لولا حاكمها الحالي الذي جعلنا نعاني! فأظهرتُ له اهتمامًا بما يقول، طمعًا في التعرّف على ما يعانيه، فتطلّق وانبسط وأسهب في الحديث يعدّد معايب الحاكم التركي رجب طيب أردوغان، وقال:
🔥 إنه #مستبدّ لا يملّ من الكرسي أبدًا! عشرون سنة وهو في حكم تركية، آن الأوان أن يترك الحكم لغيره! ثم هو قد تسبب في سجن معارضيه دون وجه حق، وسيطر على مفاصل الاقتصاد التركي، وله شبهات فساد كثيرة، لكنه أحكم الطوق على الإعلام والقضاء والشرطة فصار كل شيء بيده وهو الآمر الناهي، فلا يستطيع أحد مواجهة بطشه، وله شبكات ينفذ عن طريقها أمره، والشعب المسكين بين مغفّل ساذج يقتنع بكلامه التافه، وبين خائف متردد يخشى ذهاب مصالحه إن قال الحقيقة، وبين قلة صابرة تدفع ثمن موقفها بالسجن والتضييق، وهذا فضلا عن معاناة الناس العوام من التضخم الاقتصادي والبطالة والفقر…
🦥 ثم أطنب الشاب في تعداد مساوئ رجب طيب #أردوغان حتى أن السامع غير المطلع ليتلبّس قلبه الأبيض بالقطران لما يسمعه من توصيف للمآخذ، بنبرة تشي بالصدق والتحقق! ولما أفرغ الشاب جرابه، استأذنته أن أطرح عليه بعض الأسئلة، على أن يجيبني باختصار شديد، فقال: تفضل!
💉 قلتُ: لا أشكّ في ما تقول. وأسألك: هل قام هذا المستبد بإبادة نصف شعبه التركي بين قتيل ومعذب وجريح ومهجّر؟
قال: لا.
💉 قلتُ: هل طحن هذا #المستبد شعبه في الساحات العامة بالدبابات وقتّل المئات من الألوف وجرح ألوف الألوف وسجن الأبرياء أمام مرأى ومسمع العالم؟
قال: لا.
💉 قلتُ: هل أقسم هذا المستبد على أن يحترم الدستور ثم غدر وتجبر وانقلب عليه وسدّ بوابات مؤسسات الدولة بالدبابات وأعلن نفسه بديع الزمان وفرس الرهان وصاحب الصولجان؟
قال: لا.
💉 قلتُ: هل جاءكم هذا الحاكم ممتطيا ظهر #دبابة، أو لبس في وجوهكم برقعا يخفي دبابة، أو أخبركم بأنه ظل الله في الأرض على رأسه تاج أو عمامة أو دعاية؟
قال: لا.
💉 قلتُ: هل #انتخب الترك عندكم هذا الحاكم بنسب تسعينية، مع تزوير واسع ودسائس خبيثة وقلب وتشقلب، وفي ظل تضييع #مصالح البلاد والعباد والإذعان للخصوم والأعداد وبيع الهمة والضمير ؟
قال: لا.
🐾 قلتُ: خذ ثمن لمجتك يا بنيّ، وواصل معارضتك النبيلة لهذا المستبد، فإن إقرارك بأنه دون المستبدين الآخرين يصدّق معارضتك له، ويجعلكم جميعا -في الحكم والمعارضة- مثالا للشعوب #المغدورة ومعلمين للشعوب #المغرورة…
📝 #بشير العبيدي | ذو القعدة 1444
🎼 كَلِمةٌ تَدْفَعُ ألَمًا وكَلِمةٌ تَصْنَعُ أمَلًا
🔬لقراءة المنشورات السابقة في هذا الباب، يرجى النقر على الوسم التالي 👈 #بالفلفل الحار 🌶
