الأمين البوعزيزي
اللي زغرد لمفرمة 25 نكاية جاء دوره اليوم ليُفرم. فالدبابة لا تفرق بين “الخوانجي” و”العلمانجي”، لا تفرق بين السياسي والنقابي والقاضي والمحامي والصحافي والفنان والطالب والعامل.. الدبابة كالجاروشة ترحي كل ما يعترضها… لكنها الحماقة أعيت من يداويها.
كان لابد من تجرع كأس السم، إذ لا أحد (فردا أم شعبا) يستحق ما لم يدفع ثمنه باهظا.
ما يجري مؤلم نعم، لكنه ضروري للخروج من الطفولية السياسية. إما الاقتدار أو الاندثار…
النظام لا يعني فقط من يحكمون بل يعني كذلك معارضيه.. من لا يمارس النقد الذاتي الموجع فهو جزء من النظام مهما جغجغ وجعجع.
قد يرحل قيس سعيد لكن ذلك لا يعني سقوط الانقلاب. لن يسقط الانقلاب إلا متى جهُز البديل الديمقراطي دعوة لا دعاية.
لا يكفي الصدق لانتصار الفكرة… أليست جهنم محفوفة بالنوايا الحسنة!
هل فعلا دفعنا المهر المستحق لحياة ديمقراطية تطعمنا من جوع وتؤمننا من خوف؟
لا ليس بعد… كل تضحيات العقود الطويلة الماضية كانت في سبيل مشاريعنا الشمولية “يسارا” و”يمينا”… وحتى الوليد الديمقراطي تعامل معه الجميع تعاملا أداتيا فخر على ركبتيه… كان لابد من #فرنكنشتاين لنبيده أو يبيدنا. وقد كان… نحن في وضع اختبار… نكون أو لا نكون…