Site icon تدوينات

إعلام وتجهيل

نور الدين الغيلوفي

نور الدين الغيلوفي

نور الدين الغيلوفي

عن كاتب اسمه محمد شريف الفرجاني.
لا يكفيك أن تكون باحثا أو كاتبا لتدّعيَ لنفسك ما ليس من المعارف لك. المعرفة ليست معلومات، فالمعلومات تكفي نقرةٌ على محرّك بحث لتحصل عليها، والأجهزة تشتمل على طوفان من المعلومات لا تتّسع لها أعمار مديدة. المعلومات مبذولة، بينما المعرفة تقتضي شرط التجرّد وقدرة على تحليل تلك المعلومات ومعالجتها معالجة تحترم عقول المتقبّلين ولا تتعالى ولا تمارس وصاية عليهم.
شاهدت حوارا على شاشة إذاعة موزاييك أف أم أجراه الإعلامي حمزة البلومي مع كاتب لم أكن أعرفه، من قبلُ، يدعى محمّد الشريف الفرجاني. الفرجاني هذا يتحدّث عن الإسلام السياسيّ كما لو أنّه به خبير.. ولا أراه كذلك.

محمد شريف الفرجاني

ولي على الحوار الذي دار بين الإعلاميّ والكاتب تعليق:

1. حمزة البلومي ليس أدلّ على مستواه العلميّ والأخلاقيّ من عبارته الشهيرة ” الكتب آش نعملو بيها؟” التي قالها في سياق مناكفة أُمِر بها ضدّ الدكتور محمّد المنصف المرزوقي لمّا كان رئيسا للجمهوريّة، وهي عبارة تبيّن أن الفتى لا يقرأ ولا يحبّ الكتب، إذ الكتب متعبة لمن كان فرحًا، مثله، مسرورا. وعليه فهو غير أهل لأن يناقَش في فكرة أو يحاسَب على عبارة.. هو من ذاك القبيل الذي يأكل، من قوله، الخبزَ لا يجوز ما يأكلُ.. وحتى يستطيع أكل الخبز فعليه أن يقول ما يُطلَب إليه قولُهُ لا أكثر.. هذا النوع من الإعلاميين شاشة تنقل ما يُرسَم عليها، فلا لون ولا طعم ولا رائحة.. ولا أراهم في مستوى المساءلة أصلا.

2. السيّد محمّد الشريف الفرجاني، إمّا أنه لم يقرأ راشد الغنوشي ويتحدّث عنه بما يرضي المذيع الذي دعاه ليحاوره والجهات المانحة التي تستعمله، وإمّا أنّه قرأ الغنوشي ولم يفهمه.

لقد ورث أمثال الفرجاني أزمة ثقافة ستاتيكية مُنغلقة على مفهوم الجوهر تستعيد صراعات الهويّات وتعيد إنتاجها وإن زعمت تمايزها عنه. الفرجاني جوهراني يصم بالجوهرانية غيره يصدر، عن غير وعي ربّما، عن ثقافة عنصريّة غير علمية وغير تاريخية تتميّز بالانتقائيّة وبعزل الظواهر عن شروطها.

#تبًّا لمثقّفين لا يرون في الثقافة غير دَسَمٍ يجعل منهم غرقى في تخمة تلتهم فطنتهم..
وتعكّر صفوَ العقول

Exit mobile version