تدوينات تونسية

قول أوّلي في بيان الاتحاد في ذكرى عيد العمال العالمي

نور الدين الغيلوفي

البيان، بقطع النظر عن أخطائه اللغوية غير اللائقة، بيان ملتبس.
عنوان التباسه في موضوع سوريا وإعادة العلاقة مع نظامها، وفي ذلك إدانة ضمنية للشعب السوريّ الذي ثار لأجل نيل حريته مثله مثل الشعوب الأخرى، فهل ندين الشعب السوري التائق إلى حريته لأنّ دولا متناقضة تدخّلت في المشهد السوريّ؟

 الاتحاد العام التونسي للشغل
الاتحاد العام التونسي للشغل

وهل من معنى للحديث عن الحرب على الشعب اليمني في الحالة اليمنية، والسكوت عن الشعب في الحالة السورية وتبنّي أطروحة النظام؟

في الشأن الوطني قد يكون البيان مقبولا بلاغيّا، ولكن الاتحاد الذي كان يصول صولاته الميدانية في مواجهة الحكومات المتتالية انتهى به الأمر إلى الرضا بصولة لغوية في بيان لا أثر له في الواقع.

المعركة مع الانقلاب ليست معركة بيانات ولا هي مسألة نصوص.. الاتحاد كان مهّد للانقلاب على الديمقراطية، وقد تبنّى الانقلاب عند قيامه.. ولن يشفع له هذا البيان. ولقد كان يدبّج بيانات شبيهة بهذا البيان في الزمن الذي كان فيه في حجر بن علي.

الاتحاد يعيش سباتا اضطراريا وليس له، في عيد العمال العالمي، غير هذا البيان يستيقظ فيه ليدافع عن الشعب دفاعا لغويا زائفا.

فهل يعني الحديث عن المسألة الاجتماعية دون تعريج على الديمقراطيّة شيئا؟

البيان تغطية على موقف اليسار الحقيقي الذي عبر عنه النقابي الكبير عبيد البريكي الذي قال إنّ سعيّد يحقق ما كان يطمح إليه اليسار.
الوطد والقومجوت المستوليان على الاتحاد هما مع الانقلاب قلبا وقالبا، ظالما ومظلوما، وليس يعنيهم الشعب المسحوق في شيء إلّا أن يكون قرينة لغوية ينافسون بها المنقلب على شعبويته الخطابية.

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock