عبد القادر الونيسي
ربما لم يعرف الإسلام في تاريخه عزا كالذي يشهده الآن.
ستصوم الأرض هذه السنة من نيوزيلاندا إلى الأرجنتين ومن جنوب إفريقيا إلى روسيا.
ستشتعل أضواء رمضان ويتم ختم القرآن ويصدع التكبير من تايم سكوير في نيويورك إلى بيكاديلي في إنجلترا إلى باريس وموسكو إلى بكين إلى كل بقعة في العالم وهذا ليس لدين آخر إلا لدين الله الخاتم “ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل والنهار بعز عزيز أو ذل ذليل”.

سنوات قليلة إلى الوراء كان رمضان غريباً. حدثني من سبق من المهاجرين أن رمضان تلو رمضان يمر دون أن يستشعرون قدومه.
اليوم رمضان أصبح حدثا قومياً في باريس ولندن وواشنطن يهنئ رؤساء هذه البلدان المسلمين به ويستشهدون بالآية والحديث.
“إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون”
منذ سنوات قليلة كان رمضان يحارب في عقر دار الزيتونة ويخرج الزعيم ليعطل ركنا من أركان الإسلام كسابقة لم يجرؤ عليها أي حاكم في تاريخ المسلمين.
الآن أصبحت أنوار رمضان تضيء العالم وتكبير المشرق يجيب تكبير المغرب وتراويح جنوب الأرض تجيب شمالها وهذا لم تعرفه الأمة في زمن عمر ولا صلاح الدين ولا سليمان القانوني ولكن تعيشه في هذا الزمن ليعلم الحاضر والغائب أن هذا الدين هو كلمة الله في الأرض وكلمة الله هي العليا وما سواها بيت عنكبوت والحمد لله أولاً وأخيراً والعاقبة للمتقين.
كل عام وأنتم أعزة برمضان ورمضان عزيز بكم.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.