تدوينات تونسية

عقلية شوف وبعد احكم

نور الدين الغيلوفي

أرى عراكا حول قنوات التلفزة في تونس بين :

  1. أنصار لها مدافعين عنها من آكلي الخبز منها

  2. وخصوم لها يحكمون بفساد ثمارها في شهر رمضان.

  3. وبينهما فصيل ثالث يقول: “ما تحكم كان بعد ما تشوف”.

وهؤلاء الثوالث يغرقون في مسلسلاتها البذيئة الرديئة مثلما يغرقون في شربة الإفطار.. وبعد التخمة “لا من شاف ولا من درى”.
أخطر تلك الفصائل هم الثوالث. وهؤلاء هم أنفسهم الذين قالوا حين الانقلاب (ننتظر لنرى).. وانتظروا فلم يروا غير عوراتهم في مراياهم احتلّت محلّ وجوههم.
أولئك هم المُرجئة.

التلفزة ظهير للانقلاب

وقد كان الإعلامُ، الذي خلّفه بن علي، خنجرا مسموما عمل تسميم الحياة منذ قيام الثورة فقتل الأمل واستغلّ الحرية أسوأ استغلال لينتهي إلى هذا الانقلاب الذي يصادر الحريات مثل كلّ نظام تسلّطي يتغذّى من التهام الحريات ليبسط سلطانه ويستعمل الإعلاميين له جوقة ويتّخذ من “إعلامهم” ماعونَ إفساد.
الإعلام في تونس، إلّا أقلّه، ثمرة عفنة يرعاها أقنان عفنون معاشُهم من الفُتات، عاشوا حياتهم في العتمة ولمّا قامت الثورة جاءت لهم معها بوجوه وأسماء.. فما كان منهم إلّا أن عقروها.
هؤلاء الإعلاميون يتلذّذون
بنشر الخيبة
وزراعة الفشل
وتلويث الهواء
حتّى يتنفّس العوامّ من هوائهم، فلا يكون لهم من حياتهم غير دُربة على الموت .
لا تنتظر هؤلاء..
فلقد تكلّموا ورآهم الجميع
ولكنّ كثيرا من الناس لا يرعوون.

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock