مصدق الجليدي
في الحقيقة حصل في تونس ما بعد الثورة انقلابان، لا انقلاب واحد:
الأول نفّذ بتصفية شكري بلعيد والحاج محمد البراهمي واعتصام الرحيل اليساري الاستئصالي المتطرف الذي شارك فيه قيس سعيد (من منطلق آخر)، وجوزي المبيِّضون للانقلاب بما سمي بالحوار الوطني بجائزة دولية عالمية (نوبل للسلام) مقابل إفشال التسوية التاريخية بين اليسار الاشتراكي(التكتل) واليسار الاجتماعي- العروبي (المؤتمر) والإسلام السياسي.
أما الانقلاب الثاني، انقلاب 25 جويلية 2020، فهو تتمة لما بدأه الانقلاب الأول: إخراج الإسلام السياسي من الحكم وإيقاف أبرز قادته (البحيري، العريض) والمتحالفين معه (قادة ائتلاف الكرامة) والحكم بالسجن على من لا يقول باستئصال الإسلاميين ويقول بالديمقراطية الحقة والاستقلال الوطني الحقيقي (المرزوقي والدايمي) ومضايقة كل من يضع يده في يدهم الآن لمقاومة الانقلاب (جبهة الخلاص).
أما الفساد فقد “ذاب كفصّ الملح”…