ملاحظات حول ندوة “أزمة الانقلاب ومقتضيات الحل الوطني”

الأمين البوعزيزي 

المثير للانتباه هو كثافة الحضور وتنوعه: مثقفون، أكاديميون وسياسيون من مرجعيات مختلفة: علمانيون إسلاميون. يساريون لبراليون وعروبيون… منهم معارضون طيلة العشرية المتنازع على تقييمها ومنهم من ساهموا في تدبيرها.

وكذلك من كانوا في مواقع الصراع حد التنافي طيلة العشرية (برلمانيون وحزبيون ووزراء سابقون)،
فضلا عن عدد كبير من قادة جبهة الخلاص الوطني. وأغلب الرموز المؤسسة لحراك مواطنون ضد الانقلاب.
المثير للانتباه أيضا الذي كشفه حجم الاستجابة لدعوة حضور الندوة هو مدى التعطش للاستماع إلى صوت المثقفين والأكاديميين في تشخيص ما كان وما بجب أن يكون، وكان حضورهم المكثف ردا رادعا على بعض النشطاء الذين يهرفون بما لا يعرفون، ممن يغمزون ويلمزون تبخيسا للدور المركزي للمعرفة في رسم معالم طريق الحل وتنفيذه بالعمل. فالمثقفون الحقيقيون ليسوا وعاظ سلاطين ولا مرتزقة يراودون الحكام على أنفسهم بل هم مواطنون مقاومون مشتبكون يضحون ويقفون دوما حيث دفع الثمن وليسوا مجرد نشطاء كل همهم الأضواء والتموقعات حيث قبض الثمن.
ما الذي جمع كل هؤلاء ؟!

كشف حضور المتنوع المرجعيات الأيديولوجية أن #للديمقراطيةأنصار من نفس المرجعيات التي يستند إليها مساندو الانقلاب، وليس كما يهرف الإنقلابيون كونها مطلب من تم الانقلاب علبهم.
مما يحتم على كل هؤلاء الفرقاء (الذين جمّعهم الدفاع عن الديمقراطية في مواجهة الدبابة) أن يبادروا إلى تدبيج #ميثاق
سياسي_أخلاقي:

يثبّت الديمقراطية بما هي جنوح إلى العيش المشترك المحتكم إلى دستور /عقد اجتماعي يلتقون حوله ويلتزمون به ويحتكمون إليه عند الاختلاف،
ويجرّم كل مارق يحتكم إلى السلاح ساعة الاختلاف أو ينقلب على أعقابه ساعة يعرض نفسه على الناخبين ولا يحظى بثقتهم.

إجماعهم كون الديمقراطية لا يُكتب لها الاستقرار أو توسيع دائرة حاملها الاجتماعي في ظل منوال تنموي مركزي بيروقراطي زبائي لا يعيش إلا في ظل مناخات الاستبداد والغموض، فالديمقراطية هي الواجهة السياسية لمنوال تنموي لا مركزي متخفف من البيروقراطية ومتحرر من الزبونية وخاضع بالكامل للرقمنة والشفافية.
منوال تنموي عادل ينهي التهميش الاجتماعي والمجالي الذي يرزح تحته التونسيون منذ قرون وضاعفته سياسات الدولة المابعد استعمارية التي أعادت إنتاجه وعجزت عشرية الثورة عليه عن تثويره أو حتى التفكير الجاد في تثويره.

خلاصات:

لئن مثلت العشرية المنقضية؛ عشرية الثورة على الاستبداد فقد مثلت في الآن نفسه عشرية الانقلاب عليها. وقد مثّل حدث الانقلاب الفج على الديمقراطية الحدث الأبرز الذي أقام الفرز الحقيقي، إذ لم يعد الفرز “ثوار وأزلام” بل أصبح #ديمقراطيونوفاشيون.
الفاشيون بتجمّعييهم وقومجييهم ويسارجييهم وعلمنجييهم واسلاموييهم،
والديمقراطيون بيسارييهم وعروبيبهم واسلاميبهم وعلمانيبهم ولبراليبهم…
مقاومة الانقلاب محطة مهمة لكسر الاصطفاف الهووي (بما هو تزييف أيديولوجي وقح لتأبيد الاستبداد) وفتح أفق جديد يثبّت الديمقراطية سقفا تحت رحاه يدور الصراع ولا يكسره.
مواطنون ضد الانقلاب، حراك مقاوم ولد في مرحلة أولى للاضطلاع بمهمات محددة نجح في إنجازها: تسفيه الأساطير المؤسسة للانقلاب (التفويض الشعبي) وقيادة المقاومة ساعة ارتبكت الأحزاب بين مناشد وخائف. وانتهت مهماتها الأولى بميلاد جبهة الخلاص الوطني من رحمها وتسلم أرصدتها النضالية.
إن كان لها من ميلاد جديد فبمهمات جديدة على رأسها مهمة تثبيت مرجعية إغلاق قوس الانقلاب الإجرامي بعدما التحق بصفوف مقاومة الانقلاب أغلب من ساندوه ونظروا له ووفروا له الغطاء السياسي والنقابي والمدني والإعلامي لكنهم بتحايلون مرة أخرى لترتيب يتخلص من المنقلب الواجهة ويحافظ على الانقلاب مضمونا.
وتثبيت #العروة
الوثقى بين الاجتماعي والديمقراطي والسيادي، وتثبيت كون #الديمقراطية هي عنوان #الوحدةالوطنية؛ وكون #الاستبداداحتلالمحلي يحتكر القرار والمقدرات في أيدي قلة كمبرادورية سمسارة مهما تلفعت بالشعارات الوطنجية المزيفة.
#دستور2014مرجعنا
الوطني في: إغلاق قوس الانقلاب واستئناف ديمقراطية تقرير المصير…
👈🏾نتقدم… ونتعثر… لكن لا ننقلب على أعقابنا🙏🏽

#الأمين

Exit mobile version