نور الدين الغيلوفي
مقاومة المنقلب تمرّ حتمًا بمقاطعة العصابة النقابيّة.
الاتحاد كان وراء كلّ المصائب التي شهدتها البلاد منذ هروب المخلوع. وهو المسؤول عن أمور كثيرة.
- عبث بقيمة العمل حتّى عطّل الإنتاج وخرّب الاقتصاد بنقابيين بلطجيّة متوحّشين “لا يخدمو لا يخلّو الناس تخدم”.
- جعل المرافق الاقتصاديّة والوظائف حكرا على النقابيين ينتدبون من شاؤوا ويحاصرون من شاؤوا.. ولو فُتحت الملفّات لتعرّت جرائم.
- أفسد السياسة بتحرّشه بالأحزاب والحكومات وقطعه للطريق.
- هيّأ المجال بأن جعل التربة ملائمة للانقلاب وركب سفينته ولم ينتقده وهو يرى عبثه بالدولة والشعب.
حديث الطبوبي عن حوار وطنيّ ليس سوى رغبة في القفز من سفينة المنقلب.
صراخ الطبّوبي هذه الأيّام مجرّد صدى للماسكين برقبته من قيادة الاتحاد: الوطد والقوميين الذين خرجوا من ” مُولد” المنقلب ” بلا حمّص”. أسكتوه فسكت. ولمّا ظهرت نتائج الانتخابات المهزلة أنطقوه.
المنقلب ينبغي أن يُحاسَب مرّة، أمّا الاتّحاد فحسابه مرّتين.
الاتحاد كان، في عشرية الانتقال إلى الديمقراطية، يلعب دور البطولة باعتماد إسطوانة “أكبر قوّة في البلاد”.. ياخي، ببطولته تلك، خرّب البلاد.
ولمّا جاء الانقلاب رضي بخطّة كومبارس على أن يكون للوطد والقوميين في المشهد السياسيّ شأنٌ لأنّهم ظنّوا أنفسهم من رَحم المنقلب.
المنقلب، بعد أن استعملهم في الخراب، رفضهم ولفظهم..
سكتوا عن العواء ولكنّهم بعثوا بالطبّوبي ليعويَ لهم..
قال الطبّوبي: “سنحتلّ الشوارع”.
الحوار بين من ومن؟
– لماذا الحوار؟
– لأنّ في البلاد أزمة
– من الذي تسبّب في الأزمة؟
– الانقلاب
– هل يكون سبب الأزمة سبيلًا إلى الحلّ؟
– الاتحاد يعمل لإنقاذ نفسه وإنقاذ المنقلب..
الحوار طوق نجاة لمنقلب أجرم في حقّ الدولة أهلك مؤسساتها وفي حقّ الشعب أجاعه ومنعه من أسباب الحياة.
اتحاد الشغل كان خادما للمنقلب ولا يمكن أن يلعب دور الحكَم الذي يُطمأنّ إلى حُكمه.
إذا كان لا بدّ من حوار فأحرى أن تقوم عليه جهات غير مورّطة في الانقلاب من قبيل مواطنون ضدّ الانقلاب وجبهة الخلاص الوطنيّ.
هذان الفصيلان يملكان الميدان والعقل كليهما.
البقيّة عبث.