أدام اللّه صولاتكم وانتصاراتكم!
عبد اللطيف علوي
ونحن نشرف على نهاية ماراطون مضن من المحاكمات العسكريّة والمدنيّة، امتدّ على مدى عام ونصف بمعدّل ثلاث جلسات تقريبا كلّ شهر، ومازال أمامنا الطّور التّعقيبي!
كان دائما مع كلّ جلسة، أكثر ما يحيّرني ويشعرني بالعجز، كيف سأشكر كلّ هؤلاء المحاربين الشّجعان، فرسان العباءات السّوداء وفارساتها! أيّ كلمات توفي هؤلاء الرّائعين والرّائعات ولو جزءا يسيرا من حقّهم علينا، حقّ الاعتراف بالجميل والامتنان لمن نصرونا بلا حسابات سياسيّة ولا أيديولوجية، ودفعوا في سبيل ذلك من جهدهم ومالهم ووقتهم وأعصابهم وأمنهم وسلامتهم وعائلاتهم وأبنائهم!
كلّما التقت عيناي بعيني أحدهم أخجل، وأحاول أن لا أفسد فضلهم بكلمات شكر بائسة، لكنّني أعود بذلك الإحساس الموجع، أنّني سأظلّ عاجزا ومقصّرا دائما عن تعداد أفضالهم عليّ وعلى البلاد ولو كتبت فيهم بدائع الشّعر والنّثر.
ويظلّ عزائي دائما ما يخبرني حدسي بأنّهم سيقولونه كلّما هممت بشكرهم: “نحن جزء من هذه المعركة، نحن لا نخوض معارك حقوقيّة وإنّما نقوم بدورنا في مقاومة الانقلاب والدّفاع عن حرّيّتنا ومستقبل أبنائنا وأحفادنا! أنتم مجرّد وسيلة في ذلك فلا تعطوا لأنفسكم أهمّيّة أكثر ممّا تستحقّون، ولا تشكرونا ولا تفسدوا علينا متعة الإحساس بأنّنا نقوم بذلك الدّور العظيم!
نعم يا سادتي ويا سيّداتي: نحن فعلا أصغر بكثير من أن نختصر بطولاتكم وبطولاتكنّ في الدّفاع عن ذواتنا، ولكنّنا مع ذلك لا نستطيع إلاّ أن نقولها لكم بملء القلب وبكلّ ما نستطيعه من الحبّ والامتنان:
شكرا… شكرا… شكرا… سيّداتي سادتي وبلا أيّ تفضيل في ترتيب الأسماء:
إيناس حراث، إسلام حمزة، حنان الخميري، سعيدة العكرمي، فريدة العبيدي، آسيا الحاج سالم، منية بوعلي، فوزية خضري، إنصاف السعيدي، عبد الرؤوف أبّا، يوسف الرّزقي، الحبيب بن سيدهم، علي بن منصور، صلاح بركاتي، سمير بن عمر، العميد الكيلاني، أنور أولاد علي، الجيلاني اللّموشي، عبدالباسط بن مبارك، صابر العبيدي، بوبكر بن حمد، أحمد بلغيث، سمير ديلو، مختار الجماعي، الحبيب خضر، عبد الرؤوف العيادي، أحمد الغاق، مراد العبيدي، صلاح بركاتي، نور الدين البحيري …
وليعذرني وليغفر تقصيري كلّ من سهوت عن ذكرهم…
أدام اللّه صولاتكم وانتصاراتكم!