أنت يا قاضيَ الأرضِ

عبد اللطيف علوي 

للتّاريخ: اليوم 9/12/2022 انعقدت بمحكمة الاستئناف العسكريّة الجلسة الأخيرة في قضية “القصيدة”، واخترت أن أدافع عن نفسي بقصيدة شعريّة مازلت متردّدا في وضع عنوان لها، بين “المرافعة”، أو “أمر موحش!”

•••

سيّدي، أنت يا قاضيَ الأرضِ،
يا حارسَ الدّينِ والنّفسِ والمالِ والعرضِ…
ماذا عسايَ أقولُ،
وذَا زمنٌ فاسِدٌ صارَ بيتٌ من الشّعرِ فيهِ جريمهْ!
وحِنْثُ اليمينِ ونكثُ العهودِ وأكْلُ الحميرِ الدّساتيرَ والانقلاباتُ، مَكرُمَةً وغنيمَهْ!
أنا الواقفُ الآن في قفصِ الاتّهامِ وذي تُهمتي:
أنّني لم أبِعْ ذمّتي!
لم أُصفّقْ لمن جاء يغصبُ شرعيّتي،
جاءَ يسرقُ حرّيّتي،
ويحاصرُ بيتيَ بالأمنِ والمخبرينَ!
وما كنتُ يوما خصيمَهْ!
أَبَيْتٌ من الشّعرِ يا سادتي فِتْنَةٌ، أو جريمهْ!!
وقالوا: اعترفْ!
قلتُ: مهلاً! بماذا؟
فقالوا: بأنّكَ أنتَ هو الخطرُ الدّاهمُ المتربّصُ بالدّولةِ العُمَريّةِ:
حاولتَ تبديلَ هيئتِها،
ودعوتَ لعصيانِ سلطتِها،
وتآمرتَ أيضا على أمنها وسلامتِها..
وارتكبت بحقِّ الّذي هو رمزُ سيادتِها وسَعادتِها…
فِعلةً مُوحِشهْ!
قلتُ عفْوًا، رعى اللّهُ سيّدَنا، ما الذي أوحشَهْ!
لم أُداهمْ أنا بيتهُ أو أُروِّعْ صغارَهْ!
ولم أُغلق القَصرَ في وجههِ بالسّلاحِ أنا، لم أصحّحْ مسارَهْ!
وما قلتُ إنّي أنا الشّعبُ، سوف أريدُ له ما يريدُ، وأُلغي قرارَهْ!
فماذا إذنْ أَوحشَهْ؟!
ربّما كان ذنبي فقط أنّني لم أعِشْ بالأمانِي
كرهتُ الجلوسَ على ربوةِ الانتظارِ
وغادرتُ برّ الأمانِ إلى البرلمانِ!
حملتُ معي صرخةَ الثّائرينَ
ودمَّ الشّهيدِ الّذي قد تفرّقَ بين القبائلِ، أصبحَ ملْحًا وماءْ!
وهمَّ الرّغيفِ لمن لا عزاءَ لهُ أو رجاءْ
وما عاد يطلبُ من كرَمِ الدّولةِ الحاتميِّ سوى حقِّهِ في البقاءْ!
فهلْ كانَ هذا الّذي أوحَشَهْ؟!
سيّدي المحترَمْ!
ليس بيني وبينكَ يا قاضيَ الأرضِ أو بينهُ غيرُ هذا القسَمْ!
أن نحكّمَ دستورَ هذي البلادِ ونُذْعنَ للشّعبِ فيما حكَمْ!
ليسَ يا سيّدي بيننا غيرُ هذا القَسَمْ!
فاقْضِ ما أنتَ قاضٍ،
وحسبي أنا اللّهُ في منْ بغَى أو طغى أو ظلَمْ!

الشاعر عبد اللطيف العلوي.

Exit mobile version