في كساح الإعلام و”دعاء الشر” حاشاكم، على الإعلام التونسي
كمال الشارني
“برا، الله لا تربح إلي كان السبب” في إصابة الإعلام التونسي بالكساح* منذ صباح الثورة التونسية”، والله لا تربح من اعتقد أن الأفضل هو توظيف نذالة إعلاميي موائد وأوسمة بن علي على كلفة التأسيس لإعلام صناعي حر جديد، لكل من احتضن زنوس إعلام بن علي ومرتزقته ونزع عنهم السفساري وأخرجهم من ظلمات الخوف من المحاسبة والجهل المهني إلى قيادة بلاتوهات التضليل والكذب وانتهاك كل القواعد الصناعية في مهنة الصحافة المنكوبة.
أيضا: يا رب، كان سمعت دعائي، لا تربح، من حيث المبدأ، كل من يعتقد أن الكرانكة المأجورين ممن فشلوا في مهنهم الأصلية وغيروا ولاءاتهم من النهضة أو الباجي قايد السبسي إلى نبيل القروي إلى السيد الرئيس الآن واليوتوبرز وكل من يتوهم أنه صانع رأي أو يتصل بأية طريقة غير شرعية بمهنة الصحافة والإعلام دون أن يملك القدرة الصناعية على التمييز بين الخبر والتعليق، ويا رب، رجل الأعمال الذي قال لي أنه بـ 1500 دينار شهريا يمكن أن يشغل ثلاثة صحفيين، إلى كل رجل أعمال وظف أموالا في الإعلام الفاسد والكرانكة الفاسدين.
أيضا: الله لا تربح كل صاحب مؤسسة إعلامية يزعم أو يتوهم أنه يعرف الإعلام وينتدب زنوس الكرانكة وشذاذ الآفاق يسبون خصومه ويمدحون من يدفع له أو يحميه من القانون أو يقربه ممن هو في السلطة وفق نظرية “كلاب الحراسة” لبول نيزان أو “كلاب الحراسة الجدد” لسارج حليمي مقابل آلاف الدنانير شهريا ويمرج كبدة الصحفيين من أجل 500 دينار شهريا، يا رب أجعل شهريتهم مرة ولا تمتع أحدا منهم بفلوس الحرام.
بعد أن فرغت قلبي، أحب أن أوضح إلى النيابة العمومية أن “دعاء الشر” أو الاستنصار بالله أو بأية قوة غير مادية أخرى لا يمكن اعتباره عملا ماديا لجريمة الاتصال بدولة أجنبية للقيام بأعمال عدوانية ضد البلاد التونسية كما جاء في الفصل 60 من المجلة الجنائية، لأن فقه القضاء في تونس والعالم لم يثبت بعد أن الله قد يكون قوة أجنبية من حيث المفهوم، كما لا يمكن اعتبار دعاء الشر ثلبا بالقوانين الأساسية المنظمة لمهنة الصحافة ولا تتوفر فيه الأركان المادية ولا المعنوية لجريمة نشر الأخبار الزائفة أو النميمة، بالنسبة للمحكمة العسكرية ونيابتها، أحب أن أوضح أنه إذا ما أحس أي عسكري أيا كانت رتبته أنه معني بهذا الدعاء، فهذا ليس مبررا لإحالتي إليهم، أنا أصلا أعتقد أن المكان الوحيد للعسكر هي الثكنة أو الجبهة، وطالما ليست لنا جبهة، فلا مبرر أصلا لكي يحاكمونا حتى من أجل “دعاء الشر”.
*الكساح حاشاكم: نقص في فيتامين د يسبب لينًا وضعفًا في العظام، ونقصًا في الكالسيوم والفوسفات، مما يؤدي إلى زيادة مفرطة في الغدة المجاورة للغدة الدرقية، يحدث بسبب عدم التعرض الكافي لأشعة الشمس عدم وتناول الأطعمة التي تحتوي على فيتامين د.