عبد القادر الونيسي
التوانسة الكل كانوا مع إتحاد الشغل في نسخته الأصلية وهل يمكن أن نكون ضد أحد بركات الجامع الأعظم والذي رأى النور في الخلدونية بنت الزيتونة على يدي رجلين عظيمين من رجال تونس العلامة الشيخ الفاضل بن عاشور والشهيد فرحات حشاد.
عموم التوانسة اليوم ضد الوفاق الإجرامي الوطدي البراميلي المغتصب للمنظمة العمالية و الذي أجهز على الثورة و دمر الدولة.
يحسبوننا دراوش بخطاب يتبرأ فيه الأمين العام من الإنقلاب باش يجد علينا.
إذن من أصدر ستة بيانات مساندة ؟ من قال للمنقلب خذها ولا تخف ؟
لن نصدقكم ولن نسامحكم على تآمركم على الثورة، أتحسبون أن الثورات ساهلة. الثورة تجي مرة في التاريخ. الثورة حلم أجيال وأجيال ماتت بحسرتها ولم تشهد يومها العظيم. الثورة هي أعظم حدث في تاريخ تونس منذ الفتح الإسلامي أجهزتم عليها بدم بارد لأنها أتت بما لا تشتهون.
بكلمتين فيهم الكثير من المراوغة كتبتموهم للأخ الأمين العام باش نصدقوكم. ساعتها نولو أغبياء.
والدولة التي إنهارت كيفاش رجعوها وهي إحدى أقدم الدول في العالم والقائمة منذ العهد الحفصي وما كان للمنقلب أن يقدر عليها لولا تزكيتكم.
اليوم هو ذكرى إغتيال فرحات حشاد رحمه الله وهو في الحقيقة إغتيال الإتحاد في نسخته المشرقة. من حينها بدأت مرحلة السقوط التي بدأت بالتحالف عام 55 مع بورقيبة ضد بن يوسف والمجزرة التي حدثت في اليوسفية حينها ليدخل الإتحاد بعدها إلى بيت طاعة حزب الدستور الذي كان الحبيب عاشور عضوا في ديوانه السياسي.
عام 78 تم التحالف بين الحبيب عاشور ووسيلة بورقيبة ضمن معركة الخلافة ضد الوزير الأول وقتها الهادي نويرة والمدينة له تونس مع أحمد بن صالح بالمنجز الإقتصادي الحاصل بعد الإستقلال.
أدى هذا التحالف المشؤوم إلى مجزرة جانفي 78.
بعدها دخل الإتحاد مرة أخرى بيت الطاعة ولم نعد نسمع ركزا ماعدى برقيات التهاني والتثمين وخاصة بعد السابع حتى بدأت الثورة ليخذلها المكتب التنفيذي ويصدر بيان الثلاثاء 11 جانفي يتبرأ فيه منها وإحقاقا للحق وجب ذكر تمرد بعض الإتحادات الجهوية تحت الضغط الشعبي على قيادة ساحة محمد علي.
هذا تاريخ الإتحاد بدون تفاصيل ودون كذلك السياقات التاريخية التي وقعت فيها هذه الأحداث.
أما قيادة الحال والتي إختارت التذيل والعبودية في زمن الحرية فسياق التاريخ الجديد بعد الثورة لن يؤجل الحكم عليها بل سيلقي بها في زاوية الأنذال منه.
“وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ”