تدوينات تونسية

40% من الإنتاج الفلاحي يتلف

كمال الشارني 

حقائق موجعة لكن لا احد ينتبه إليها: 40% من الإنتاج الفلاحي يتلف أو يفقد قيمته بين المنتج والمستهلك.

أنا أتذكر أن الأوروبيين، عندما “بركوا” علينا باتفاقية الشراكة، اشفقوا علينا وبعثوا خبراءهم لتعليمنا قيمة صناعية مهمة اسمها هندسة الجودة، لان طرق الإنتاج والتصنيف والتخزين والنقل غير سليمة، لذلك يتلف 40% من المنتوج، عندما تقف على نصبة طماطم في السوق بثلاثة دنانير للكيلو، تكتشف انك سترمي قرابة نصفها، يعني اشتريت الطماطم في الحقيقة بخمسة دنانير، وعندما تحاول أن تختار الحبات الصالحة للاستهلاك يقفز إليك الخضار بالميزان ليضربك: “تحب تخلي لي بيتي؟”، إذن بيت من سيخلى؟ طبعا ببت الدافع النهائي كما يقال في اقتصاد الميكرو إيكونومي، وهذا يخص كل الغلال والخضروات واللحوم، خصوصا الأسماك، حيث لو طبقت عليها القواعد الصحية لرميت نصفها في الزبالة، لكن ربي ساتر هذا الشعب من التسمم.

نرجع إلى حديث الأوروبيين: قالوا انه لا يمكن لأي فلاح أن يقيم نظام الجودة وحده ولا بد من تعاضد (ما اخطر هذه الكلمة في تونس) الفلاحين لتقاسم الكلفة، المهم أن لا تشتري بضاعة بثلاثة دنانير نصفها فاسد فتتكلف لك حقا بخمسة، أي اغلى من فرنسا، المهم: اخطر من قطاع الخضر واللحوم هم القشارة، وهي فئة ليس لها وجود قانوني ولا يمكن التعامل معها لأنها خارج السيطرة، لا يكفي خسارة الإنتاج الذي أنفقت عليه المجموعة ماء وعملا مضنيا وأدوية ولا يكفي خسارة المستهلك الذي يشتري الزبالة بفلوسه.

اترك رد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock