القاضي أحمد الرحموني
ربما لا ينتبه البعض أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو بلا منازع اكثر الشخصيات ذكرا لا فقط في التاريخ بل في كل حياتنا اليومية ولدى المسلمين خصوصا وعددهم حسب أخر التقديرات 1.5 إلى 1.8 مليار نسمة، أي نحو 22-25 % من سكان العالم، ولا ينحصر ذلك في المناسبات أو في عيد ميلاده السنوي فلك أن تتصور انتشار ذكره لدى كل متشهد أو مؤذن أو خطيب على منبر أو صاحب صلاة بمعدل خمس صلوات في اليوم والليلة دون احتساب إقامة الصلوات أو ما زاد على ذلك من الصلوات غير المفروضة إضافة لقارئي القران ودارسي الحديث النبوي الذين يرددون اسمه في كل حين.
فلا يمكن أن تجد في كل الدنيا من يحظى بهذه الشهرة وهذا الحضور الطاغي الذي لا مثيل له ولذلك كان الاحتفال بمولد الرسول الأكرم تقليدا طبيعيا لدى المسلمين يجدد حضور الرسول في حياتهم وقلوبهم وهو في بعض مناحيه تأكيد لقول الله تعالى “ورفعنا لك ذكرك ” (الشرح/4) بمعنى “جعلنا ذكرك عالياً، وحديثَك مقدساً” حسب ما قال المفسرون.
وفي ضوء ذلك أرى أن الداعين لعدم الاحتفال بمولد الرسول قد لا يشعرون أن الاحتفال في حد ذاته يؤكد إرادة الله في أن يرفع ذكر الرسول عليه السلام في كل مناسبة.
فتحية لرسول الإنسانية في عيد ميلاده وهنيئا للمحتفلين به في كل العالم.!