الدولة ستدافع عن نفسها قريباً
عبد القادر الونيسي
كتبت منذ شهرين أن العشرية السوداء ستصبح قريباً العشرية الوردية بعد النكد الذي شهده الناس بعدها.
صحيح كنت دائم التفاؤل ولكن ما خطر لي على بال أن الأيام ستصدق ظني بهذه السرعة.
سيذكرها الناس أنها سنوات العز والحرية والوفرة. سنوات أصبح المواطن البسيط الذي يأكل الطعام ويمشي في الأسواق يتطاول على السلطان ويبات في بيته شبعانا آمنا مطمئنا لا يخاف إلا الله.
قطعا عندما يبطل تماما فعل السحر سيلعن المواطن البسيط السحرة الذين لبسوا عليه وأوردوه المهالك سيلعن سفهاء الإعلام والثلاثين ألف إضراب والقديمة والشبيحة وبهلوانات مجلس النواب والغرف السوداء.
تصلني رسائل من هنا وهناك تتشمت في أولئك الذين زينوا الإنقلاب والآن يتجرعون الخيبة بمعنى “طاحت فيهم النهضة” وكان جوابي دائما طاحت فيهم تونس التي لم يرحموها.
النهضة لا تبرأ نفسها مما حصل لكن يشفع لها بعض صدقها في إدارة الحكم لكن هل تكفي النوايا الحسنة في عالم السياسة ؟
النهضة إستلمت السلطة دون إمتلاك شوكة تدافع بها عن الحكم إذ سرعان ما وجدت نفسها أمام أطراف تخريب وتعطيل وهي لا تملك أدوات فرض شرعيتها عليهم مما دفعها إلى مسلسل التنازلات المؤلم الذي ساهم في تهيئة الفرصة للإنقلاب على الحالة الديمقراطية برمتها.
الدولة ستدافع عن نفسها قريباً
لن تطول حالة العبث هذه بالدولة وهي التي إستطاعت في فترات حالكة سابقة الدفاع عن نفسها أمام بداية تآكل حكم بورقيبة وأمام إنهيار حكم بن علي بطرق مختلفة والمؤكد عندي أن هذه المرة لن يكون شكل الحل إلا بما فرضته الثورة من سيادة الشعب على الدولة وليس العكس.
“إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّه”