أحمد القاري
من المفارقات المضحكة وجود اللغة الفرنسية على عملات دول التيه اللغوي وغيابها عن عملة فرنسا نفسها.
هل سبق لك ملاحظة قلة النص المطبوع على عملة اليورو؟
السبب هو أنه لا توجد دولة من أعضاء تجمع اليورو تقبل أن يتم إغفال لغتها لفائدة لغة أخرى. فكان الحل أن يتم كتابة إسم العملة بكافة الصيغ المستخدمة. و بالتالي تم طباعة الصيغ الثلاثة اللاتينية و اليونانية والسيريليكية على كل الأوراق النقدية.

وبدل كتابة إسم (البنك المركزي الأوربي) بكل لغات الدول المستخدمة لليورو تم الإشارة للبنك باختصار الحروف الأولى، فجاءت خمس صيغ مختلفة وضعت في سطر واحد في أعلى أحد وجهي العملة ثم أصبحت تسع صيغ في الطبعة الجديدة من اليورو بعد توسع عضويته و هي مطبوعة في جانب أحد وجهي العملة.
مهما كان عدد المتحدثين بلغة من لغات الاتحاد الأوربي فأهلها لا يسمحون بأن تعتبر لغة “ناقصة” أو “متخلفة” أو “عاجزة” و لا باعتبار لغة أخرى أرقى منها و أجدر بالاستخدام. هذه قضية لا مجال فيها لتنازل أو توافق يمس بمكانة إحدى اللغات.
أمر مذهل أن تكون بلدان المغرب العربي أكثر فرنسة من فرنسا نفسها! وأن تتنازل لغويا تنازلات ترفض دول جارة لفرنسا القيام بها لفائدة لغة باريس. هل رأيتم هزيمة أشد من هذه؟