تصريح جزائري يستبق الكارثة..!
نصر الدين السويلمي
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون: مستعدون مع الجانب الإيطالي لإخراج تونس من المأزق الذي وقعت فيه وإعادتها إلى طريق الديمقراطية!!!
عرف عن العقل السياسي الجزائري حساسيته الشديدة من التدخل في القضايا الخارجية ويسعى الى تصدير خطابات مجففة دبلوماسية غارقة في العموميات حتى يتجنب الاحتكاك وحتى لا يتدخل الغير في شؤون بلده.
لذلك لا يأتي خطاب تبون انطلاقا من التدخل العاطفي لصالح الديمقراطية التونسية، ولا السلطة الجزائرية أصلا تستهويها ثورة تونس وانتقالها، وإنما جاء لحماية بلاده من خطر داهم بات يجره انقلاب 25 جويلية ويطوق به دولة جارة شديدة الحساسية من العبث الإقليمي في خاصرتها.
لقد اكتشف العقل السياسي الجزائري انه بصدد لعبة إقليمية تهدف الى امرنة وزيدنة وسعودة ومصرنة وصهينة منطقة المغرب العربي، وان الإمارات وكما اشترطت على سعيد ستدخل بقوة في مساعدة انقلاب تونس حال قنن نفسه ووثق سعيد انقلابه ووضع المجتمع الدولي أمام سياسة الأمر الواقع، حينها ستدخل الامارات في عملية تمويل قذرة لانعاش الانقلاب وتطويق الجزائر وخنقها.
ومن أجل هذا وعلى هذا الشرط يسعى سعيد الى التقدم والى إرساء دولة لجانه وتقنينها تحت أي طائل! لان شرط أبو ظبي هو التقنين ثم الضمانات بانها لن تمول الثورة المضادة في تونس ثم ينهار رهانها مثلما انهارت رهانات سابقة على صخرة سبعطاش ديسمبر. ومثلما أدركت بعض النخب التونسية الواعية والأحزاب الجدية أدركت الجزائر أيضا أن سعيد يشرف على حالة من البريكولاج الدستوري القانوني ويعمل على توليده في زمن قياسي لان الانهيار الاقتصادي يلاحقه ولأن المال الإماراتي لن يصل إلا إذا تخلص سعيد من الانتقال الديمقراطي وشطب الثورة بشكل نهائي كما حدث في التجربة المصرية.