عبد الرزاق الحاج مسعود
يبدو أن الحرب التي يشنها بوتين على أوكرانيا ستطول فعلا
لم يعد بإمكان بوتين لا حسم الحرب سريعا.. ولا التراجع. هناك مقاومة أوكرانية حقيقية رسميا وشعبيا. بل أن الرئيس زيلنسكي الوافد صدفة إلى السياسة يتحول الآن إلى بطل قومي.. ورغم تردد أوروبا وأمريكا في دعمه بالشكل الذي يطلبه يبدو أنه ينجح في الحصول على تسليح خارجي كاف ليكبّد الجيش الروسي خسائر كبيرة.
للتذكير التردد الأوروبي في تبني الدعم العسكري اللامشروط لأوكرانيا سببه الخوف من التهديد الذي أطلقه بوتين منذ الأيام الأولى للحرب باستعمال السلاح النووي (توماس فريدمان لم يستبعد هذا).. ولكنه لم يعد إلى ذكر هذا الحل مرة أخرى.
مع ذلك.. تراجع بوتين الآن من دون إسقاط زيلنسكي وتنصيب رئيس موال له هزيمة لا يتحملها الكبرياء الروسي خصوصا بعد أن قطع بوتين خطوات في مشروعه القيصري التوسعي الجديد.. في سوريا ومالي وأفريقيا الوسطى والسودان مؤخرا وليبيا وجوارها..
من هنا جاءت بعض الوساطات لإنقاذ بوتين. خصوصا وساطة رئيس الكيان العنصري الذي دعا رئيس أوكرانيا إلى القبول بكل شروط بوتين.. أي إلى الاستسلام.. ولكن يبدو أن الشعب الأوكراني يفاجئ الروس والأوروبيين.. ونفسه أيضا. آلاف من الشباب الأوكراني المقيم بالخارج يختارون العودة إلى بلادهم لخوض حرب مقاومة وتحرير.. وكأن الشعب الأوكراني يكتشف هويته القومية لأول مرة أمام غطرسة بوتين المستهينة به.
المحزن أن الجيش الروسي لا يتقن غير النموذج التدميري القيامي الذي جربه في سوريا. السؤال هو إلى أي مدى سيذهب في هذا الخيار رغم اختلاف السياق الأوكراني الأوروبي عن السياق السوري؟
للأسف.. يبدو أن نزعة التوحش في الإنسان أكثر تجذرا من عقلانيته الحديثة.
ليس التوحش فقط.. والحمق أيضا…