الحمد لله، معبي المطار!
للرد بقوة على من سماهم “الجماعة الخونة الي يؤلبوا في الرأي العام ضد تونس!” اختار رئيس الجمهورية كعادته أن يكون محاطا، بمطار تونس قرطاج الدولي بجموع المواطنين وأن يجلس بعد ذلك إلى مجموعة من المسؤولين للتأكيد على “أن حرية التنقل مضمونة بنص الدستور وبالصكوك الدولية. وليس أوضح من ذلك.!؟
وصدقا، أعدت اكثر من مرة مشاهدة المقطع المصور المنشور بصفحة الرئاسة حتى أتبين “فصل المقال” فيما تثيره عديد الأطراف (نواب – قضاة – محامون – رجال أعمال – سياسيون – صحفيون…) فضلا عن أحزاب وجمعيات وهيئات حقوقية بشأن تقييد حرية التنقل ومنع أشخاص معينين، دون أسباب مشروعة من السفر إلى الخارج.!
ولعل المثير، أن الرئيس عوض أن يبسط للناس بوضوح ما يعتقده من جملة الموانع القانونية للسفر، أجاب أولا بالقول : “الحمد لله، معبي المطار”.! وذلك قبل أن يستغرق في الحديث عن دواعي عامة لا يمكن ضبطها ولا مراقبتها تتعلق “ببعض الأشخاص المطلوبين للعدالة أو من ارتكبوا جرائم في حق الشعب التونسي أو من أخذوا أموال الشعب التونسي أو الإرهابيين…”.
لكن الأكثر إثارة أن الرئيس (ولكي تطمئن قلوبنا!) قد أشار في معرض استطراده إلى “انه كان بالإمكان إغلاق الحدود الجوية والبرية والبحرية!… ولو كانت دكتاتورية، كما يدعون، لنصبت المشانق وجر الناس للإعدام رميا بالرصاص.”!!