القاضي أحمد الرحموني
رئيسنا الطيب اللومي من ذا الذي لا يعرفه أو استمع إليه أو سمع عنه من القضاة أو المحامين أو مساعدي القضاء أو حتى من عموم المهتمين بالشأن القضائي؟
من ذا الذي لم تبلغه مواقفه أو نوادره أو حكاياته؟
رئيسنا الطيب اللومي يغادرنا في صمت وهو الذي كان لا يتحمل السكون!
صوته الواثق ونبراته الهادئة وجسمه النحيل وحماسته المثيرة قد جعلت منه تركيبة فريدة!
شيخ القضاة “المتمرد” الذي عاصر جيلنا وتربت على يديه أجيال يفارقنا بعد أن تغيرت من حولنا الدنيا.
ماذا لنا أن نختار أو نترك من تاريخه الحافل ومن ذكرياتنا معه؟
87 سنة لا شك انه عاشها بالطول والعرض والعمق!

زيتوني المنشأ، دراسة في لبنان، مسؤوليات كثيرة ومتنوعة، من رئيس لديوان وزير العدل إلى مختلف الوظائف القضائية العليا (رئيس أول لمحكمة الاستئناف بتونس، رئيس المحكمة العقارية، رئيس أول للمحكمة الإدارية) إلى إدارة المعهد الأعلى للقضاء إلى الحاق بالوزارة الأولى بقصد استبعاده على ما اذكر.
ولا ننسى فوق ذلك ما كان يفتخر به من نشاط صلب جمعية القضاة الشبان وتوليه سنة 1971 (وهو لازال في بداية حياته القضائية) عضوية المكتب التنفيذي للجمعية الفتية.
كان شديد التعلق بالكتابة والمحاضرة والتدريس، مشجعا للقضاة الشباب، معتدا بنفسه، جريئا في قول الحق، متحريا للعلم حيث كان ولو من عند مرؤوسيه!.
رحمه الله وأثابه بقدر ما قدم للقضاء والوطن.