عبد القادر الونيسي
الحوار المرتقب يريده الإتحاد وحلفاؤها بين الأصدقاء فقط ولا بأس من تزيينه بـ النهضة الحزب الأول لإسباغ شئ من الشرعية.
الحوار في شكله هذا لا معنى له بل هو إستمرار لأزمة طالت و سببها الرئيس هو حطان العصا في العجلة من طرف الداعين لحوار الخديعة.
إقصاء أي طرف يؤمن بالثورة مهما كانت درجة الإختلاف معه يعني فقدان الحوار لمبرر الدعوة إليه أصلا.
منظمو الحوار الآن أمام معضلة حقيقية بعد إصرارهم على إقصاء إئتلاف الكرامة وتردد النهضة في المشاركة لعدم وضوح النيات والأهداف.
مقاطعة النهضة للحوار وهذا هو الموقف المبدئي إن تم إقصاء الإئتلاف سيجعل من الحوار نادي أصدقاء سيكررون نفس الخطاب ونفس المصطلحات “الطير يغني و جناحو يرد عليه”.
النهضة اليوم تملك قبلة الحياة أو الموت للحوار بمشاركتها أو بعدمها وهذا ما يجعلها تفرض شروطها وأولها الإصرار على مشاركة كل الأطراف التي تؤمن بالثورة ثم طرح المشاكل الحقيقية وأولها إلزام الإتحاد بهدنة إجتماعية لأربع سنوات على الأقل تسترد البلاد فيها أنفاسها ثم السعي مع كل الأطراف إلى مصالحة وطنية حقيقية تتوج بحكومة إنقاذ وطني.
في المقابل ستفقد النهضة ماء وجهها إن أعطت للحوار شرعية وسكتت عن إقصاء حليفها التقليدي إئتلاف الكرامة مع ما يستتبع ذلك من غضب داخلها لا يرى في أطراف الحوار إلا خصوما متربصين بحركتهم بحكم المعايشة المريرة التي سبغت العلاقة معهم في المدة الأخيرة.
النهضة لن تخسر شيئا إن قاطعت الحوار إذا أصر بقية الفرقاء على إقصاء الإئتلاف بل سيكسبها تمايزا وبعدا ثوريا بدأ يخبو ومصالحة حقيقية مع قاعدة شبابية عريضة لا تؤمن كثيرا بالمصالحات المنقوصة والمغشوشة.