منجي الفرحاني
بمناسبة العام الجديد…
في ظل العولمة التي قربت المسافات بين بني البشر في كل أقطار الأرض وصار بإمكاننا متابعة شقراء أمريكية غبية تفسر لنا معنى السعادة في اليمن السعيد قبل أن يحزن وهي غارقة في طلاقين وكآبة وإدمانات ثلاثة على الإنستغرام والتيك توك والأفيون الأفغاني أو مأبون تونسي يحن إلى من نكحوا أيامه الغابرة ينظر لحكم الزعيم الأوحد أو لواء مصري يعالج الإيدز بالكوفتا والكورونا ببول الحمير الحول في ليالي السيسي السود.. تي هز رجلك عاد يا سمر باش تاكل..
– كانت حكمة أنيقة ولكنها للأسف هبطت للميدان متاع نوفل ولد مفيدة.. اللهم لا تخلص له وحلة أبدا..
نحن نعيش اليوم في قرية، يكفيك هاتفك الغبي لتصور اعتداء شرطي عنصري أبيض وقح على مواطن أعزل أسود ليثور الناس في القارات الخمس.. غير أنهم لا يثورون في كل الأحوال للأسف فالحروب متواصلة وضحاياها بالملايين ولكل زعيم من زعماء العالم المتحضر الديمقراطي الإنساني العادل دكتاتورييه المفضلين في الضفة الأخرى من القرية..
ثم جاءت الكورونا عندما رأى الرب أن العولمة التي قربت المسافات لم تقرب القلوب..
– كيفاش ما قربتش القلوب صاحبي؟
المخنان ولد عمك صالح تعرف على بلوندا روسية من السويد وهزاتو يعيش معاها في طورابورا؟!
تساءل صديقي البهلول على الواتساب..
– في بالك لقيت الهريسة والتمر والرمان وزيت الزيتون متاعنا في مغازة التركي متاع الڨلوب البيضة في الحي الي نسكن فيه في دانبوس الهولندية؟
– وفي بالك كل ما تعرضني بڨرة هولندية في الشارع ننساك؟
وراهي الكورونا وحدت شعوب العالم إلا طحانتنا، زادتهم فرقة ورهقا تڨول صكتهم البغلة إياها متاع الزعيم..
ثم ضحك في رسالة صوتية قطعت عن هاتفي الغبي الإنترنيت لبعض الثواني..
– علاش صاحبك قال التركي ڨلبو أبيض، معناها أحنا ڨلوبنا كحلة؟ قلو بنت مفيدة الحداثية النسوية متخلفة فيك وباش تعتصملك في المطار كيما عملت الزعيمة متاع الحر الدستوري!
– حر ودستوري.. عجب !
مالة علاش ضد الثورة والحرية والكرامة؟!
لا علينا.. الألعاب النارية ممنوعة في احتفالات رأس السنة هذا العام في هولندا للحد من تداعيات الموجة الثانية من الكورونا غير أن القصف متواصل في كل البلاد ويتوقع المراقبون أن يكون الأعنف عند دخول العام الجديد بعض سويعات.. علاش؟! ساهلة الإجابة.. الممنوع مرغوب!
أما بعد، أنا أيها الأحبة في غربتي بخير بعد جحود رأيته في عيون الوطن والحبيبة اضطرني إلى الرحيل..
كل عام وأنتم أحبتي… إلى السامور مع أصدقائي الجدد…