منذر ونيسي
في غفلة من الجميع يرجع التجمع الدستوري الديمقراطي إلى الأرياف والمعتمديات والمدن وترجع الوجوه الكالحة المجرمة وبعض الحاقدين من اليسار اليائس إلى العمل والتبجح والتشويه. يدورون من مكان إلى آخر يهددون ويتوعدون. رجعوا إلى التشويه ورجعت رموزهم السياسية والأمنية إلى الصدارة ووجدوا في عبير موسي وخطابها الفاشي حصان طروادة للعودة إلى السلطة التي مارسوها ستين عاما ولم يخلفوا للشعب سوى الدم والدموع.
رجع من كان يشي بالمناضلين ومن يوغل في أعراض الناس. رجع المرتشون والزناة والسكيرون والمشوهون وسارقو المال العام يبشرون الناس بالجنة الضائعة..
هؤلاء إستغلوا الظروف القاسية التي يمر بها الناس وعجز الحكومات المتتابعة على حل مشاكلهم والصراعات العقيمة وتصدر الفاشلين للمشهد ليحيوا الشعب الدستورية والجامعات والشعب المهنية ليكملوا كتابة تاريخهم الأسود.
هم يبيعون الوهم وليسوا أفضل من المنظومة الحالية التي سمحت لهم بذلك للأسف.
هذا الخطر الكبير يمكن تفاديه من طرف القوى التي تؤمن بالثورة بالتعالي على الخلافات الظرفية وتكوين حكومة كفاءات سياسية قوية يشارك فيها الجميع إلا من أقصى نفسه، حكومة عاملة يقودها وزراء عملوا بالإدارة التونسية وبالسياسة على حد السواء، وزراء ليس لهم مشكل مع هوية البلاد ولا قناعات الأفراد وضمائرهم ولهم علاقات ممتدة في الوطن.
غريب هذا العمى لدى السياسيين، غريب أن نرى الخلافات تدب داخل الأحزاب على بعض المواقع ولا يرى هؤلاء الخطر الداهم الذي سيحطمهم جميعا..
رجوع الفاشية إلى تونس هي نهاية حتمية للمشروع الديمقراطي ووأد للثورة نهائيا وستحمل السياسيون الحاليون المسؤولية الكاملة أمام الله والشعب والتاريخ..
المنظومة العميقة للدولة وذراعها الجهوي المتعصب تدمر التجربة بعبير موسي وبعد ذلك ستدمر عبير موسي وحزبها لترجع السلطة إلى مهدها الأول بلبوس جديد وحديدي…
هذا ما يحاك لتونس وأرجو أن يعي ساكن القصر والمتوترون والأحزاب الحاكمة والمعارضة على حد السواء خطورة الأمر…