وجوه الانقلاب العكرة

نور الدين الغيلوفي

بمثل هذا يبشّرنا الأوغاد

تعرفون لماذا ننتصر للثورة على أعدائها؟

لأنّنا ندافع عن الحرية…

والحرية هي روح الثورة وقوام الدولة…

ومفتاح الثروة..

وقاعدة التقدّم…

الدكتور محمود عزّت

هذا الشيخ الذي في الصورة هو الدكتور محمود عزّت القيادي بجماعة الإخوان المسلمين.. كان مختفيا ولكنّ مجرمي العسكر في مصر وصلوا إليه وهم بصدد محاكمته.. والتشفّي من شيبته…

دعك من الإسلام السياسي والإخوان والخوانجية وانظر إلى هذا الشيخ إنسانا نظيرا لك في الخلق..

هل يستحقّ الإنسان أن يسحقه الإنسان لاختلاف بينهما؟

ولكن…

منذ البدء قتل قابيلُ هابيلَ وتركه للعراء عجزًا عن مواراة سوأته…

في زمننا هذا توضع صورة المحكوم تحت عدسات الحاكم لإظهار عورته.. تشفّيًا…

في دولة العدوّ الصهيوني لا يفعلون بالأسرى والمعتقَلين هذه الأفاعيل.. ولعلّهم يوكلون جرائم التنكيل القذرة إلى أجهزة الحكم العربيّ تلك التي تنكّل بشعبوها باسم الممانعة…

الإخوان المسلمون انتخبهم الشعب المصري في خمس مناسبات متتالية في عمر الثورة المصرية القصير ولكنّ العسكر انقلب عليهم وعلى الثورة والشعب لأنّه يرى نفسه أولى بحكم مصر.. ويرى الشعب المصريّ في مقام العبيد…

انقلب العسكر على الثورة واعتقل الدولة وباع الجزر وفرّط في النيل وهرول إلى ترامب وضاحك نتنياهو وبشّر بصفقة القرن..

ولا أحد يسائله…

ولا أحد يفتّش في فصول الدستور الذي وضعه…

ولا أحد يندب الخراب الذي حلّ بالبلاد بسببه…

وجماعتنا في تونس يفتّشون في جعابهم الخاوية عن قلم بكتبون به البيان الأوّل لأنّ الديمقراطية انتهت صلوحيتها لديهم ولم تعد تعجبهم ولأنّها ليست أكثر من اسم يتزيّنون به وحلية يلبسونها.. أمّا جوهرهم فانقلابي دمويّ لا إنسانيّ…

يحبّون الثورة ولكن بلا إسلام سياسيّ..

يريدون الدولة ولكن بدون إخوان..

يحبّون الديمقراطية وقد كتبوا على أبوابهم الموصدة: من كان إخوانجيا فلا يدخلنّ علينا…

المشكلة أنّ الشعب في كلّ مرّة ينصر، بأصواته، الخوانحية عليهم.. ويختارهم دونهم.. وحتّى حين ترك الخوانجية هرب إلى غيرهم.. فبوصلتُه لا تتجّه إليهم…

ما معنى ذلك؟

إمّا أنّ هذه الشعوب لديها استعداد فطريّ للخونجة لم تفلح أجهزة الدعاية والقمع بعد عشرات السنين في زوال استعداده، وعليه فلا فائدة.. إلّا بإبادة جماعية لهذه الشعوب حتّى يرثَ الأرضَ شعبُ التنوير المختار…

وإمّا أنّ جماعتنا هؤلاء عاجزون عن الإقناع بأطروحاتهم بوجهيها: إدانة الخوانجية وتحسين صورتهم…

محمد عبو وسامي الطاهري والصادق بلعيد شخصيات مريضة بكره الخوانجية.. ومرضُها جعلها تدعو إلى انقلاب يكون مصير الخوانجية فيه مثل مصير محمود عزّت وقيادات الإخوان في مصر بجريرة إقناع الشعب بانتخابهم…

ولكن ينسى هؤلاء الأشاوس أنّ الانقلابي إذا فرغ من الخوانجية وجبةً أساسيّة سيجعل منهم هم وجبة التحلية كما يفعل جميع الإنقلابيين.. ولن يُعدَمَ تهمة يعلّقها بهم… ولا أظنّ ملفًّا أثقل من ملفّ سامي الطاهري الذي يبعبع في كلّ مهرجان مثلا..

ستكون أسنانه قد تدرّبت على المضغ وهؤلاء الرخاوةُ علامتُهم…

لن يجد الصادق بلعيد وقتا لتدوير لسانه الكبير في فمه الصغير..

ولن يجد سامي الطاهري فرصة ليربّت على كرشه وهو يتكلم كأنه يتجشّأ..

ولن يجد محمّد عبّو وقتا يأكل فيه الكلام من فرط جوعه للديمقراطية العسكرية…

وسيطويهم النسيان ولن يحتفيَ بهم الإعلام.

Exit mobile version