محمد ضيف الله
من خلال تاريخ الأحزاب والحركات السياسية عندنا، بما في ذلك الحزب الدستوري، وفي العالم، شرقا وغربا، نجد فيها عقلاء ومجانين،
المسألة قد لا تكون عن تخطيط أو تقاسم للأدوار كما يعتقد البعض، ولكن هكذا طبيعة الأشياء، فالمنتمون للأحزاب لم يُعرضوا على قالب لقياس المنتمين، وكل واحد وبيئته وثقافته وانتماؤه الاجتماعي الخ.
وهناك في العادة العقلاء أكثر حضورا وتأثيرا، فهم من يوجه، وهم من يعطون الصورة الأصلية ويرسمون الخط العام، ولكن أيضا للمجانين قيمتهم وتأثيرهم على طريقتهم.
وكل واحد وما يرضاه لنفسه من دور، يعود على الحزب، أو على البلاد، أو على نفسه، وقد لا يتجاوز الأمر تصفيقة في مناسبة أو حتى توهم إعجاب.. من داخل الحزب، مقابل دور من درجة أولى، وصولا إلى صورة في التاريخ.
بطبيعة الحال المجانين ليس لهم في نهاية الأمر إلا جنونهم ولا يجنون منه إلا تصفيقات البعض من المجانين مثلهم، وأما العقلاء فيستغلون جنون المجانين، لفائدة الحزب.
وأما التناسب بين العقلاء والمجانين، ففي العادة العقلاء أكثر وزنا لأنهم الأكثر عددا.
المجانين عندما يجد الجد، لا يجدون من يؤيدهم حتى من داخل حزبهم، والعقلاء يتمتعون باعتبار ومصداقية حتى في الأحزاب المنافسة. بل أن اعتبارهم عقلاء يأتي تحديدا من رأي من ينافسهم، وليس ممن هو داخل حزبهم..
مناسبة هذه التدوينة. ما أراه اليوم في الأحزاب التونسية الناشطة والماثلة في المشهد، أن العقلاء لا يكادون يظهرون، والمجانين هم من يقودون ويرسمون التوجهات.
وفي مثل هذه الحالة، لا نكون في عالم السياسة، وإنما في مستشفى، والأنكى أن المجانين لا يدرون بحالهم، أو لا يعترفون بحالهم. عندنا مجانين ومجانين..
ملاحظة: مثل هذه التدوينة، قد لا يعترف أو قد لا يفهم ما جاء فيها المعنيون بالأمر.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.