عبد اللّطيف درباله
كل ما تفعله عبير موسي في مجلس نواب الشعب منذ أن أصبحت نائبة.. هو تماما ما كانت تفعله زمن بن علي..
فهي كانت مكلّفة بتشويه المعارضين.. والتشويش على كل الإجتماعات والندوات والمؤتمرات والملتقيات التي يحضر فيها المعارضون والناشطون السياسيّون والحقوقيّون والمحامون وغيرهم.. بكلّ الطرق الممكنة.. التي تبدأ بالمقاطعة والصياح والالهاء.. وتنتهي بإطلاق التصريحات الكاذبة وإدخال الشك في أقوال معارضي بن علي..
بحيث تفسد المناسبة.. وتقلّل من فاعليّتها.. في محاولة لافشالها أو اضعاف أثرها الإيجابي..!!
وعبير موسي موهوبة فعلا في ذلك..
فهناك أشخاص موهوبين طبيعيا بشيء ما منذ ولادتهم.. البعض موهوبين في الغناء أو التمثيل أو الرسم أو الرياضة.. والبعض في الكتابة أو الرياضيات أو الإلكترونيك أو الاعلاميّة.. وعبير حبتها الطبيعة بموهبة في التطبيل والصياح والاستعراض الكلامي..
وقد عرفت عبير موهبتها.. وعملت جاهدة على استغلالها منذ وقت مبكّر.. وأدركت أنّ محيط التجمّع والشُعَبْ هو فعلا المناخ المناسب لتفجير موهبتها.. واستثمارها في تحقيق منافع سياسيّة وماديّة وشخصيّة..
وبفضل موهبتها تلك.. وجدت عبير الطريق ليعيّنها رجال بن علي والتجمّع الدستوري الديمقراطي مكلّفة بتلك المهام المذكورة..!!
وعبير مدرّبة..
فمع موهبتها التي لفتت الانتباه اليها من رجال البروباغندا النوفمبرية وأجهزة إدارة المهام القذرة.. فقد تلقّفها هؤلاء بعد أن أدركوا أنّها خامة مناسبة وواعدة.. وقاموا بتدريبها وصقل موهبتها الطبيعيّة عبر تزويدها بالتقنيات والقواعد لنشر البروباغندا ودمغجة المستمعين واعتراض الخصوم والتشويش على المعارضين وإتقان قلب الحقائق.. واكتساب الجرأة والوقاحة و”صحّة الرقعة” في ذلك..
كلّ ذلك للقيام بمهامها المنتدبة لأجلها.. بطريقة محترفة وناجحة.. داخل وخارج تونس..!!
وعبير خبرة..
فقد مارست ما تفعله اليوم في مجلس نواب الشعب مرارا وتكرارا سنوات طويلة من حكم بن علي..
حتّى أصبحت فعلا مختصّة في “الردح السياسي” كما يقول أهل المشرق..!!
وهكذا أصبحت عبير موسي صاحبة تجربة وحنكة وخبرة..!!
اليوم مثلا.. لم تتعمّد عبير موسي فقط ترذيل المشهد السياسي داخل مجلس نواب الشعب كعادتها..
ولا خدمة أجندات داخليّة وخارجيّة لإظهار مشهد سياسي معيّن في البرلمان..
وإنّما تعمّدت موسي محاولة توجيه الأحداث وخلق سياق سياسي مزيّف ومصطنع.. للإيحاء وكأنّ غالبية السلطة الحاكمة في تونس لها توجّه معيّن في ما يخصّ النزاع الليبي.. وكأنّ بلادنا ضدّ حكومة الوفاق المعترف بها.. وفي تواصل مع قوّات الجنرال خليفة حفتر.. ومعترفة بها..!!
كلّ ذلك باسم الالتزام المزعوم بوجوب البقاء على الحياد..!!
مفتعلة لائحة فجئيّة محاولة فرضها على الجميع.. رغم أنّها غير معروضة على المجلس وكتله ونوابه مسبقا.. ولم تتّبع في شأنها الإجراءات القانونية المفترضة والواجبة.. ليمكن عرضها على التصويت بجلسة عامّة..!!!
وتراها تصيح وتخطب وتصرّ وتتظلّم.. وكأنّ الحقّ معها ولم تخالف هي القوانين واللوائح.. وأنّ الآخرين هم المتآمرين عليها..!!!
الأكثر من ذلك أنّ عبير موسي زيّفت بطريقة مكشوفة ووقحة وفاضحة موضوع الجلسة العامة اليوم.. وروّجت زورا ودعت إلى أن يقع ختمها بالتصويت على سحب الثقة من رئيس البرلمان..!!
والحال أنّ إجراءات سحب الثقة من رئيس البرلمان تخضع لأحكام الفصل 51 من القانون الداخلي لمجلس نواب الشعب.. وتبدأ بعريضة قانونيّة معلّلة تقدّم رسميّا ومسبقا إلى مكتب الضبط بالمجلس.. ويقع تعيين جلسة عامة للتصويت في شأنها لاحقا..
ولا يتمّ ذلك فجئيّا وعاجلا أو بمناسبة جلسة منعقدة في موضوع آخر..!!!
مهما فعلت عبير موسي.. فإنّها ستبقى محدودة على المستوى السياسي والشعبي.. لأنّ أحزاب التطرّف الفكري والسياسي.. لا تحصل عادة إلاّ على نسبة محدودة من أصوات عامّة الناس..
وعبير موسي نفسها تدرك ذلك تماما..
لكنّها تحاول فقط لعب ورقتها الوحيدة.. واستغلال موهبتها المنفردة.. التي تملكها للتواجد بنسبة معيّنة في المشهد السياسي.. بأيّ حجم.. ولأيّ غاية..!!
ساعية.. كعادتها في عهد بن علي.. إلى تحقيق منافع شخصيّة وماديّة وسياسيّة من ذلك.. في الأثناء…!!!